رسلك. ولست قط مكلما بالفعل أحدا من خلقك ولا لك قدرة على التكلم والتكليم. وليس لك في مملكتك فعل قط ولا تصرف فلست تفعل ما تشاء كما يفعل الملوك ما يشاءون بل أنت لا حياة لك ولا مشيئة ولا قدرة على فعل مما يفعله أصحاب السلطان وكيف يتأتى أن يكون لك فعل والفعل إنما قام بغيرك وهل يقوم الفعل بغير فاعله بل حالك قبل الفعل ومع الفعل وبعد الفعل هي هي لم يعرض لك حال صرت فيها فاعلا ولا خالقا ولا رازقا ولا مدبرا فما دام هذا شأنك ولم تتصف بصفة الفعل فلست في ملكك فاعلا لشيء ولا مدبرا لأمر كما أنك لا مكان لك ولا جهة يتجه أليك عبادك نحوها فلست داخل مملكتك ولا خارجها بل أنت إن حقق الأمر عليك لم تزد ان تكون صورة في الخيال لا حقيقة لها في عالم الواقع.
فبأي شيء إذا تكون ملكا علينا واجب الطاعة قاهر السلطان ، وما أنت إلا اسم ورسم لا حقيقة تحتهما ، بل شأن الملوك أجلّ من هذا وأعظم.
* * *
هذا وثان قال أنت مليكنا |
|
وسواك لا نرضاه من سلطان |
إذ حزت أوصاف الكمال جميعها |
|
ولأجل ذا دانت لك الثقلان |
وقد استويت على سرير الملك واس |
|
توليت مع هذا على البلدان |
لكن بابك ليس يغشاه امرؤ |
|
إن لم يجيء بالشافع المعوان |
ويذلّ للبواب والحجاب والش |
|
فعاء أهل القرب والإحسان |
أفيستوي هذا وهذا عندكم |
|
والله ما استويا لدى إنسان |
والمشركون أخف في كفرانهم |
|
وكلاهما من شيعة الشيطان |
إن المعطل بالعداوة قائم |
|
في قالب التنزيه للرحمن |
الشرح : وأما الثاني وهو المشرك فإنه أقر لله بتمام الربوبية والانفراد بالملك والسلطان لأنه حائز لجميع صفات الكمال التي لا بد منها في تمام الملك ومن أجلها خضع له جميع الخلق ودان له الثقلان من الجن والإنس فهو ملك مستو على