سرير ملكه عال على جميع خلقه قاهر لهم مستول عليهم ، بيده أزمة أمورهم ولا يخرج شيء منهم عن قهره وسلطانه ، وهو عظيم في سلطانه لا يستطيع أحد من خلقه ان يصل إليه ولا ان يغشى بابه إلا إذا التمس إليه الشفعاء والوسطاء فيذل لهم ويتملقهم ويقوم لهم بأنواع العبادة حتى يدخلوه على الملك فهل يستوي هذا الذي أقر لله بتمام الربوبية وأثبت له ما أثبت لنفسه من صفات الكمال ولم يجحد منها شيئا لكنه جعل له أندادا من خلقه. ومن عطله عن صفات كماله فلم يثبت علوه على خلقه ولا كلامه لأحد من خلقه ولا رحمته ولا غضبه ولا حكمته ولا أمره ولا نهيه ، لا شك أن المشركين أهون في كفرانهم من هؤلاء المعطلة وإن كان الفريقان من أحزاب الشيطان فالمعطل عدو لله قد ناصب ربه العداوة ولكنه يتظاهر بأنه يقصد تنزيهه عما لا يليق به من التشبيه والتجسيم.
* * *
فصل
فيما أعد الله تعالى من الإحسان للمتمسكين بكتابه
وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم عند فساد الزمان
هذا وللمتمسكين بسنة المختار |
|
عند فساد ذي الأزمان |
أجر عظيم ليس يقدر قدره |
|
إلا الذي أعطاه للإنسان |
فروى أبو داود في سنن له |
|
ورواه أيضا أحمد الشيباني |
أثرا تضمن أجر خمسين امرأ |
|
من صحب أحمد خيرة الرحمن |
اسناده حسن ومصداق له |
|
في مسلم فافهمه بالإحسان |
إن العبادة وقت هرج هجرة |
|
حقا إلي وذاك ذو برهان |
هذا فكم من هجرة لك أيها الس |
|
ني بالتحقيق لا بأماني |
هذا وكم من هجرة لهم بما |
|
قال الرسول وجاء في القرآن |
ولقد أتى مصداقه في الترمذي |
|
لمن له أذنان واعيتان |
في أجر محيي سنة ماتت فذا |
|
ك مع الرسول رفيقه بجنان |