به : نحن الخالدات فلا نمتنه ، نحن الآمنات فلا نخفنه ، نحن المقيمات فلا نظعنه». وروى أبو نعيم في صفة الجنة من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن في الجنة شجرة جذوعها من ذهب وفروعها من زبرجد ولؤلؤ ، فتهب لها ريح فيصطفقن ، فما سمع السامعون بصوت شيء قط ألذ منه». وروى الأوزاعي عن شيخه يحيى بن أبي كثير في تفسير قوله تعالى : (يُحْبَرُونَ) [الروم : ١٥] قال الحبرة السماع في الجنة.
فوا لهفتا على ذلك السماع التي تمتلئ منه الآذان لذة ونشوة ، ووا لهفتا لذلك السماع وطيبه حين تنطلق به حناجر الحور الحريرية وتتمايل عنده رءوسهن كأنها أقمار على أغصان ، ووا لهفتا لذلك السماع الذي ملأ القلوب طربا وشجنا ، ولم أقل بذياك بصيغة التصغير تحقيرا له وتهوينا من شأنه ، فما ظنك بأطيب صوت في أعذب لحن يخرج من أجمل امرأة ، لا شك أنه قد اجتمعت له كل عناصر اللذة والامتاع.
* * *
نزه سماعك إن أردت سماع ذي |
|
اك الغنى عن هذه الألحان |
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتح |
|
رم ذا وذا يا ذلة الحرمان |
إن اختيارك للسماع النازل ال |
|
أدنى على الأعلى من النقصان |
والله أن سماعهم في القلب وال |
|
إيمان مثل السم في الأبدان |
والله ما انفك الذي هو دأبه |
|
أبدا من الإشراك بالرحمن |
فلقلب بيت الرب جل جلاله |
|
حبا واخلاصا مع الإحسان |
فإذا تعلق بالسماع اصاره |
|
عبدا لكل فلانة وفلان |
حب الكتاب وحب ألحان الغنى |
|
في قلب عبد ليس يجتمعان |
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا |
|
تقييده بشرائع الإيمان |
واللهو خف عليهم لما رأوا |
|
ما فيه من طرب ومن ألحان |
قوت النفوس وانما القرآن قو |
|
ت القلب أنى يستوي القوتان |