وهو العلي فكل أنواع العل |
|
وله فثابتة بلا نكران |
وهو العظيم بكل معنى يوجب الت |
|
عظيم لا يحصيه من انسان |
الشرح : ومن أسمائه الحسنى سبحانه (العليّ والعظيم) وقد ختم الله بهما آية الكرسي التي هي سيدة أي القرآن قال تعالى : (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة : ٢٥٥] وقد ذكرا كذلك معا مقترنين في قوله تعالى : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [الشورى : ٤].
أما العلى فهو دال على وصف العلو الثابت له بالعقل والنقل والفطرة ، وقد ذكرنا أن الثابت له سبحانه من ذلك الوصف هو العلو المطلق الذي يشمل علو الذات فهو موجود بذاته فوق جميع خلقه. وعلو القهر فالمخلوقات جميعا في قبضة قهره ، وعلو القدر فليس يدانيه أحد في نفاسة قدره ، وأما العظيم فهو دال على وصف العظمة التي هي الكبر والاتساع.
ومعاني التعظيم الثابتة له سبحانه نوعان :
أحدهما : أنه موصوف بكل صفة كمال ، وله من ذلك الكمال أكمله وأعظمه وأوسعه بحيث لا يكون وراءه كمال أصلا ، فله العلم الواسع المحيط والقدرة التامة والإرادة الشاملة والحكمة البالغة ، وله الكبرياء والعظمة اللذان لا يقدر أحد قدرهما ولا يبلغ كنههما ، كما قال صلىاللهعليهوسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل «الكبرياء ردائي والعظمة أزاري فمن نازعني واحدا منهما عذبته».
والنوع الثاني من معانى عظمته : أنه المستحق لكل أنواع التعظيم التي يعظم بها عباده ، فهو يستحق منهم أن يعظموه بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم ، وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل والانكسار له والخضوع لكبريائه وأعمال اللسان في الثناء عليه ، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته. ومن تعظيمه أن يتقى حق تقاته فيطاع ولا يعصى. ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر.
ومن تعظيمه تعظيم امره ونهيه وكل ما شرعه من زمان ومكان وأعمال.