الشرح : من أسمائه سبحانه (القريب) وهو من القرب الذي هو ضد البعد قال تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) [البقرة : ١٨٦] وقال على لسان صالح عليهالسلام : (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) [هود : ٦١].
وقربه تعالى من عباده نوعان :
١ ـ قرب عام وهو إحاطة علمه بهم ونفوذ إرادته فيهم ، وإحاطة سمعه وبصره بجميع أقوالهم وأفعالهم ، وهو بمعنى معيته العامة.
٢ ـ وقرب خاص وهو قربه من الداعين والعابدين. وهو قرب يقتضي المحبة والنصر والتأييد في الحركات والسكنات والإجابة للداعين والإثابة للعابدين وإذا فهم القرب بهذا المعنى في العموم والخصوص لم يكن هناك تعارض أصلا بينه وبين ما هو معلوم من وجوده تعالى فوق عرشه ، فسبحان من هو عليّ في دنوه ودان في علوه.
* * *
وهو المجيب يقول من يدعو أجب |
|
ه أنا المجيب لكل من ناداني |
وهو المجيب لدعوة المضطر إذ |
|
يدعوه في سر وفي إعلان |
الشرح : ومن أسمائه سبحانه (المجيب) وهو اسم فاعل من الإجابة وإجابته تعالى نوعان : إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة أو دعاء مسألة.
فدعاء العبادة هو الذي يقصد منه الثناء على الله بما له من الأسماء الحسنى والصفات العليا ، من غير أن يقترن ذلك بطلب حاجة من الحاجات ، كسعة رزق أو نصر على عدو ، أو هداية قلب أو غفران ذنب ونحو ذلك ، وإلى هذا الدعاء الإشارة بقوله تعالى : (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) [غافر : ٦٠] وهو لا يقع إلا من العابدين أهل المعرفة بالله عزوجل.