عالم الاعتبار رأسا. (١)
* * *
ورابعا : كان لأمير المؤمنين عليهالسلام مصحف يخصّه ، فلا بدّ أنّه يخالف سائر المصاحف. (٢)
نعم يخالفها في النظم والترتيب والاحتواء على شروح وتفاسير على الهامش ، وقد تقدم شرحه. (٣)
* * *
وخامسا : كان لعبد الله بن مسعود أيضا مصحف يخصّه. (٤)
كان اختلافه مع سائر المصاحف في قراءته بالزيادة التفسيرية أحيانا ، وبتبديل كلمات غير مألوفة إلى نظيراتها المألوفة لغرض الإيضاح. وقد أسقط المعوّذتين بزعم أنّهما عوذتان. ولم يثبت سورة الفاتحة في مصحفه ، نظرا لأنّها عدل القرآن وليس منه.
هكذا كان يزعم. ولكن كلّ ذلك لا ينمّ عن قصد إلى تحريف الكتاب. (٥)
* * *
وسادسا : كان مصحف ابيّ بن كعب مشتملا على أكثر من مصحفنا اليوم. (٦)
نعم ، كان مشتملا على دعائي القنوت وقد حسبهما سورتين : سورة الخلع وسورة الحفد. وقد زاد في مفتتح سورة الزمر «حم» ليكون عدد الحواميم عنده ثمانية ، على خلاف المشهور. وكانت له زيادات تفسيرية على غرار زيادات ابن مسعود. وقد وصفنا ذلك كلّه فيما سبق (٧) الأمر الذي لا يغني مدّعي التحريف فتيلا.
* * *
وسابعا : إنّ عثمان قد أسقط من المصحف بعض الكلمات بل الآيات ، حيث كان وجودها متنافيا مع بقاء سلطانه. وقد غفل عنه صاحباه ، فقام هو بالأمر تداركا عمّا فات
__________________
(١) ـ راجع : المقال المتقدّم بشأن الحشويّة وموضعهم من مسألة التحريف.
(٢) ـ فصل الخطاب ، ص ١٢٠ ـ ١٣٤.
(٣) ـ راجع : الجزء الأوّل من التمهيد ، «وصف مصحف علي عليهالسلام
(٤) ـ فصل الخطاب ، ص ١٣٥ ـ ١٤٣.
(٥) ـ التمهيد ، ج ١ ، «وصف مصحف ابن مسعود».
(٦) ـ فصل الخطاب ، ص ١٤٤ ـ ١٤٨.
(٧) ـ التمهيد ، ج ١ ، «وصف مصحف ابيّ بن كعب».