فإنّ عمله هذا ليس إلّا تعظيماً وتكريماً لهم ، ولا علاقة له بالعبادة أبداً.
إنّ الله تعالى قد ذكر بعض عباده ذكراً حسناً ، ووصفهم بشكل يثير رغبة كلّ إنسان في تعظيمهم وتكريمهم ... فمن ذلك قوله سبحانه :
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ). (١)
كما يُصرِّح القرآن الكريم بأنّ الله تعالى قد اصطفى إبراهيم للإمامة فيقول :
(... قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ...). (٢)
وقد ذكر الله سبحانه في القرآن كلاً من النبيّ نوح وإبراهيم وداود وسليمان وموسى وعيسى ومحمّد ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ ذكرهم أحسن الذِّكر ، ووصفهم بأسمى الصفات ، بحيث إنّ كلّ صفة ـ بوحدها ـ تكفي لجذب القلوب واكتساب المحبّة في النفوس.
وترى القرآن الكريم يهتف بفضل آل محمّد في آيات عديدة منه فيقول :
(... إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). (٣)
ويقول فيهم :
(... قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ...). (٤)
ويقول فيهم :
(... وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً* فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً* وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ...) (٥). وغيرها من الآيات.
__________________
(١) آل عمران : ٣٣.
(٢) البقرة : ١٢٤.
(٣) الأحزاب : ٣٣.
(٤) الشورى : ٢٣.
(٥) سورة الإنسان.