على شخص رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ولو كان الهدف هو دعاء النبي لكان الصحيح أن يقول : أسألك بدعاء النبي.
وعلى ما ذكرنا لا يبقى أيّ مجال للإشكالات الخمسة الّتي أوردها الكاتب الوهّابي في كتاب «التوصّل إلى حقيقة التوسّل» ، وقد ذكرنا بالتفصيل ـ تلك الإشكالات مع أجوبتها وردودها في كتابنا «التوسّل» من صفحة ١٤٧ إلى ١٥٣ فراجع.
الحديث الثاني : التوسّل بحقّ السائلين
روى عطيّة العوفي عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال :
«مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إلى الصَّلاةِ فَقالَ : اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِحَقِّ السّائِلينَ عَلَيْكَ ، وأسألُكَ بِحَقِّ مَمْشايَ هذا فَإنّي لَمْ أخْرُجْ أشراً ولا بَطَراً ولا رياءً ولا سُمْعَةً ، وخَرَجْتُ اتّقاء سَخَطِكَ وَابْتِغاء مَرضاتِكَ ، فَأسألُكَ أن تُعيذَني مِنَ النّارِ وأن تَغْفر لي ذُنوبي ، إنّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلّا أنتَ ، أقَبلَ الله عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ ألف مَلَك». (١)
إنّ هذا الحديث واضح جداً في معناه ، ويدلّ على أنّ للإنسان أن يتوسّل إلى الله بحرمة أوليائه الصالحين ومنزلتهم ووجاهتهم عنده سبحانه ، فيجعل أُولئك وُسَطاء وشفعاء لقضاء حاجته واستجابة دعائه ، ودلالة الحديث على الموضوع الّذي نتحدّث عنه واضحة.
الحديث الثالث : التوسّل بحقّ النبيّ الكريم
إنّ النّبيّ آدم ـ عليهالسلام ـ عند ما صدر منه ما كان الأَولى عدم صدوره ، وتاب إلى الله
__________________
(١) سنن ابن ماجة : ١ / ٢٥٦ حديث رقم ٧٧٨.