الآية الخامسة :
قال سبحانه : (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ). (١)
إنّ إقامة المجالس والاحتفالات هي نوع من رفع الذِّكر ، والمسلمون لا يهدفون من الاحتفال بميلاد النبيّ ومبعثه وغير ذلك من المناسبات الدينية سوى رفع ذكره وذكر أهل بيت الأطهار ـ عليهمالسلام ـ.
فلما ذا لا نقتدي بالقرآن؟!
أليس القرآن قدوة وأُسوة لنا؟!
هذا ... وليس لأحد أن يقول : «إنّ رفع ذكره ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ خاصّ بالله سبحانه ولا يشمل غيره» لأنّ ذلك يشبه أن يقول : إنّ نصر النبيّ خاصّ بالله سبحانه ولا يجوز لأحدٍ من المسلمين أن ينصره وقد قال تعالى :
(وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً). (٢)
ولعلّ الهدف من هذه الآيات هو دعوة المسلمين إلى نصر النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وتخليد ذكراه وإحياء اسمه ورسمه.
التناقض بين قول الوهّابيّة وعملها
والعجب من هؤلاء الوهّابيّين ... كيف يُحرّمون الاحتفال بمولد النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ذلك النبيّ الّذي أسدى إلى البشرية عامّة أعظم العطاء الزاخر الدائم ، ويعدُّون الاحتفاء به والاحتفال بميلاده شركاً ، ولكنّهم يقيمون الاحتفالات الضخمة تشييداً لرجالهم وأُمرائهم ، ويُنفقون ـ في هذا السبيل ـ ملايين الريالات ، تقديراً لخدماتهم كما يزعمون.
__________________
(١) الانشراح : ٤.
(٢) الفتح : ٣.