٥. (سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ). (١)
إنّها تحيّات واقعية تصل إلى أصحابها بإذن من الله سبحانه.
ه : السلام على النبيّ عند ختام الصلاة
إنّ جميع المسلمين في العالم ـ بالرغم من الخلافات المذهبية بينهم في فروع الدين ـ يُسلّمون على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في الصلاة عند ختامها فيقولون :
«السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته».
وقد أفتى الشافعي وآخرون ـ بوجوب هذا السلام بعد التشهّد في التشهد الأخير خاصة ، وبه قال أحمد في إحدى الروايتين وإسحاق وأبو مسعود الأنصاري وأفتى الآخرون باستحبابه ، لكن الجميع متّفقون على أنّ النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ علّمهم السّلام (٢) وأنّ سنّة النبي ثابتة في حياته وبعد وفاته.
والسؤال الآن : إذا كانت صِلتنا وعلاقتنا بالنبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قد انقطعت بوفاته ، فما معنى مخاطبته والسّلام عليه يوميّاً؟!
وقد روي عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أنّه قال :
«مَنْ صَلّى علَيَّ عِنْدَ قَبْري سَمِعْتُهُ ، وَمَنْ صَلّى عَلَيَّ مِنْ بُعْدٍ أُبْلِغتُهُ». (٣)
هذا وقد تحدّثنا بالتفصيل عن موضوع الاتصال بالأرواح في العالم الآخر في كتاب مستقل ، وذكرنا هناك آيات متعدّدة حوله ، ونكتفي هنا بهذه الآيات مراعاة للاختصار.
__________________
(١) الصافات : ٧٩ ، ١٠٩ ، ١٢٠ ، ١٣٠ ، ١٨١.
(٢) راجع كتاب تذكرة الفقهاء : ٣ / ٢٣٢ ، وكتاب الخلاف للشيخ الطوسي : ١ / ٤٧ لمعرفة أقوال المذاهب والفقهاء في هذا المجال.
(٣) كتاب حقّ اليقين للسيد عبد الله شُبَّر : ٢ / ٧٣.