ولسنا واثقين ممّا نُسب إليهم في هذه المسألة ، لأنّ القسطلاني ذكر (١) عن مالك بن أنس أنّه كان يقول بكراهة الحلف بغير الله.
ونسبة الحرمة إلى الحنابلة غير ثابت أيضاً ، لأنّ ابن قدامة يذكر ـ في كتاب المغني الّذي كتبه في فقه الحنابلة ـ أنّ أحمد بن حنبل أفتى بجواز الحلف بالنبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وأنّه ينعقد ، لأنّه أحد رُكني الشهادة ، فإن حنث لزمته الكفّارة. (٢)
مع كلّ ما سبق من الأقوال ... لا يمكن التأكّد ـ إطلاقاً ـ من أنّ أحد أئمّة المذاهب الأربعة قد أفتى بحرمة الحلف بغير الله تعالى.
أيّها القارئ الكريم : بعد الاطّلاع على فتاوى أئمّة المذاهب الأربعة ، ننتقل إلى ذكر حديثين تمسّك بهما الوهّابيّون في حرمة الحلف بغير الله ، وأراقوا من أجل ذلك دماء الأبرياء(٣) واستهدفوا ملايين المسلمين بسهام التكفير السامّة :
الحديث الأوّل
«إنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ سمع عُمَر وَهُو يَقُول ، وأبي ، فقال : إنّ الله يَنْهاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبائِكُمْ ، وَمَنْ كانَ حالِفاً فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أوْ يَسْكُتْ». (٤)
__________________
عام ١٢٥٩ هـ ولم يرحموا صغيراً ولا كبيراً حتّى انّهم قتلوا سنة آلاف مسلم خلال ثلاثة أيّأم فقط ، ونهبوا كل ما كان في الحرم الحسيني الشريف من نفائس قيّمة ، اقتداء بما فعله جيش يزيد بن معاوية عند الهجوم على مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولكن لماذا؟ لماذا هذه الحملات الحاقدة؟! السبب هو أنّ هؤلاء المسلمين كانوا يُقسمون على الله بأنياء رسول الله ويحملون المحبّة والمودّة تجاهم
(٤) سنن ابن ماجة : ١ / ٢٧٧ ؛ سنن الترمذي : ٤ / ١٠٩ وغيرهما.
(١) سنن النسائي : ٧ / ١٧ سنن ابن ماجة : ١ / ٢٧٨ ، والطواغيت : هي الأصنام.
(٢) سنن النسائي : ٧ / ٩.
(١) سنن النسائي : ٧ / ٨.