القبور فانّها تذكّركُم الآخرة».
وفي نقل آخر : فزوروا القبور فإنّها تذكّركم الموت. (١)
٤. حديث ابن مسعود
أخرج ابن ماجة في سننه ، عن ابن مسعود ، انّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانّها تُزهّد في الدّنيا وتذكّر الآخرة». (٢)
قال ابن حجر : وقد أخرج مسلم حديث بريدة ، وفيه نسخ النهي عن ذلك ، ولفظة: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» وزاد أبو داود والنسائي في حديث أنس : «فانّها تذكر الآخرة» ، وللحاكم من حديث فيه : «وترقُّ القلب وتدمع العين ، فلا تقولوا هجراً» أي كلاماً فاحشاً.
وله من حديث ابن مسعود : «فانّها تزهد في الدّنيا» ، ولمسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً : «زوروا القبور فانّها تذكّر الموت». (٣)
وجه الاستدلال هو عموم الخطاب للرجال والنساء ولا يضرّ تذكير الضمير ، لما ثبت في محلّه من أنّ خطابات القرآن والسنّة تعمّ الصنفين إلّا ما خرج بالدليل ، وقوله سبحانه : وَأَقيمُوا الصَّلاة وآتُوا الزَّكاة (٤) ؛ يا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوّي وَعَدُوّكُمْ أَولياء (٥) ؛ أَنْ لا تشركُوا بِهِ شَيئاً (٦) إلى عشرات الأمثال ، يعم الصنفين بلا ريب ومنه هذا الحديث.
__________________
(١) سنن ابن ماجة : ١ / ٥٠١ ، حديث ١٥٧٢.
(٢) سنن ابن ماجة : ١ / ٥٠١ ، حديث ١٥٧١.
(٣) فتح الباري : ٣ / ١٤٨.
(٤) البقرة : ١١٠.
(٥) الممتحنة : ١.
(٦) الأنعام : ١٥١.