بالحجر والخشب دليل على جهلهم وحمقهم وعدم معرفتهم.
والحاصل انّ المشركين كانوا يقومون بعملين مستقلّين : ١. يعبدون ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ٢. يطلبون الشفاعة منهم عند الله وليست في الآية دلالة على أنّ طلب الشفاعة من الأصنام كان عبادة لها ، فكيف يمكن اعتبار الاستشفاع بأولياء الله دليلاً على عبادتهم؟!!
فالآية لا ترتبط بالبحث إطلاقاً.
ثانياً : لنفرض ـ جدلاً ـ أنّ علّة الشرك في أُولئك هو استشفاعهم بالأصنام ، ولكن بين استشفاع المشركين بالأصنام واستشفاع المسلمين بأولياء الله فرقٌ كبير وبُعدٌ واسع كما بين السماء والأرض ، لأنّ المشركين كانوا يعتبرون الأصنام مالكة للشفاعة والمغفرة ، ومشيئتهم نافذة بلا ريب ، فمن الواضح أنّ هذا النوع من الاستشفاع يعدّ عبادة للأصنام ، لأنّه مقرون مع الاعتقاد بربوبيّتها وألوهيّتها ومصدريّتها لأفعال الله وشئون الكون.
هذا ... في حين أنّ الإنسان المسلم يطلب الشفاعة والدعاء من الشفيع باعتباره عبداً مقرَّباً إلى الله ، وعبداً وجيهاً ، مأذوناً من عند الله في الشفاعة إذا رضي وأذن.
بالله عليك أيّها القارئ : ألا يكون القول بعدم الفرق بين هذين مخالفاً للعقل ومنافياً للمنطق وبعيداً عن الإنصاف؟!!
ألا تُدرك الفرق جيّداً بينهما كما تدرك الفرق بين ظلام الليل ونور النهار؟!!
٣. دعاء غير الله عبادة له
بعد إبطال الدليل الثاني للوهّابيّة على حرمة الاستشفاع من أولياء الله تعالى ،