٦. شعر صفيّة في رثاء النبي
أنشدت صفيّة بنت عبد المطلّب ـ عمّة النبيّ ـ قصيدة بعد وفاة النبيّ في رثائه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ومنها :
ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا |
|
وكنتَ بنا بَرّاً ولم تَكُ جافيا |
وكنت بنا بَرّاً رءوفاً نبيّنا |
|
لِيَبْكِ عليكَ اليوم مَن كان باكيا (١) |
إنّنا نستنتج من هذه المقطوعة الشعرية ـ الّتي أُنشدت على مسمع من الصحابة وسجّلها المؤرّخون وأصحاب السِّيَر ـ أمرين :
الأوّل : إنّ مخاطبة الأرواح ـ وبالخصوص مخاطبة رسول الله بعد وفاته ـ كان أمراً جائزاً وجارياً ، وقولها : «ألا يا رسول الله» لم يكن لغواً ولا شركاً كما تدّعي الوهّابيّة.
الثاني : إنّ قولها : «أنت رجاؤنا» يدلّ على أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ هو أمل المجتمع الإسلامي في كلّ العصور والأحوال ، ولم تنقطع الروابط والعلاقات معه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حتّى بعد وفاته.
بعض ما كُتب في التوسّل
من المناسب أن نُشير إلى بعض الكتب القيّمة الّتي كتبها علماء أهل السُّنّة حول التوسّل بالنبيّ الأكرم ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وإنّ مطالعة هذه الكتب تكشف عن رأي علماء الإسلام في التوسّل بالأنبياء والأولياء ، وتؤكّد على أنّ التوسّل ـ على خلاف ما
__________________
(١) ذخائر العقبى للحافظ محبّ الدين الطبري : ٢٥٢ ؛ مجمع الزوائد : ٩ / ٣٦ ونشير إلى أنّ جملة «أنت رجاؤنا» في الشطر الأوّل جاءت في هذا المصدر هكذا : «كنت رجاءنا»