أنّ البناء كان متداولاً في كلّ العهود الإسلامية ، بدءاً بزمن النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ والصحابة؟
٣. ما ذا يعني حديث أبي الهيّاج وحديث جابر وأُمّ سلمة وناعم ممّا يستغلّه الوهّابيّون للاستدلال على باطلهم؟
أ. رأي القرآن الكريم في البناء على القبور
لم يتطرَّق القرآن الكريم إلى حكم البناء على القبور بصورة خاصّة ، إلّا أنّه يمكن استنباط حكمه من خلال بعض الآيات الكريمة العامّة ، وإليك التفصيل :
١. البناء على قبور الأولياء تعظيمٌ للشعائر الإلهية
إنّ القرآن الحكيم يعتبر تعظيم شعائر الله سبحانه دليلاً على تقوى القلوب ، فيقول عزوجل :
(وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). (١)
ونتساءل : ما معنى تعظيم شعائر الله؟
الجواب : إنّ (شَعائِرَ) كلمة جمع ، ومفردها «شعيرة» وهي بمعنى الدليل والعلامة.
وليس المقصود من (شَعائِرَ) ـ في هذه الآية ـ العلائم الّتي تُثبت وجود الله تعالى ، ذلك لأنّ الكون كلّه دليل على وجوده سبحانه. يقول الشاعر :
وفي كلّ شيء له آيةٌ |
|
تدلُّ على أنّه واحدٌ |
كما أنّه ليس هناك من يقول : إنّ تعظيم كلّ ما هو موجود في الكون دليل
__________________
(١) الحج : ٣٢.