يمنع من نهي العلماء عنه في هذه الفترة.
ولكن الردّ عليه واضح : فكيف سكت العلماء سبعة قرون ولم ينطقوا ببنت شفة؟!
فهل كان هؤلاء جميعاً ـ طوال هذه القرون ـ يسكتون على المنكر ويتحفّظون عن النهي عنه ـ على ما زعم ـ؟!
وعند ما فتح المسلمون بيت المقدس ـ في عهد عمر بن الخطاب ـ لما ذا لم يأمر عمر بهدم قبور الأنبياء هناك؟! فهل تعتبرونه مسالماً للمشركين؟!
عود إلى جواب علماء المدينة
وأغرب ما في المقام هو الجواب المنسوب إلى علماء المدينة ... حيث قالوا :
«أمّا البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً ، لصحّة الأحاديث الواردة في منعه ، ولهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه».
كيف يصحّ دعوى الإجماع على تحريم البناء على القبور في حين أنّ المسلمين قد دفنوا رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في البيت الّذي كانت تسكنه عائشة؟ ثمّ دفنوا ـ من بعده ـ أبا بكر وعمر إلى جواره للتبرّك ، وبعدها أقاموا جداراً في وسط البيت ، ليصبح نصفها منزلاً للسيّدة عائشة والنصف الآخر مقبرة لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وأبي بكر وعمر ، وبما أنّ ارتفاع الجدار كان قليلاً فقد زيد في ارتفاعه في زمن عبد الله بن الزبير ، ثمّ كان هذا البيت ـ المقبرة ـ يتجدّد أو يُعاد بناؤه بين حين وآخر على مرّ العصور والأزمان ، وفقاً للفنّ المعماريّ الخاصّ بكلّ عصر ، وفي عهد الأمويّين والعبّاسيّين كان البناء على القبر يحظى باهتمام بالغ ، وكان يتجدّد كما يقتضيه الفنّ المعماريّ الخاصّ بكلّ عصر.