فهل لهذه المناجاة المنشِّطة للروح والباعثة على العبادة ، وهذا التذلُّل أمام الله ... هل لذلك كلّه نتيجة أُخرى سوى ترسيخ وحدانيّة الله وأنّه لا معاذ إلّا به ، وإظهار المحبّة والمودّة لأولياء الله وأحبّائه الّذي هو توجُّهٌ إلى الله في الوقت ذاته؟!!
من هذا المنطق ... يجب الكفّ عن توجيه تهمة الكفر والشرك ـ الرائجة في سوق الوهّابيّة أكثر من أيّ شيء ـ وينبغي دراسة الموضوع من زاوية المنطق والبرهان.
لذلك ترى بعض الوهّابيّين ـ المعتدلين نوعاً ما ـ عالجوا مسألة ـ «القَسَم على الله بحقّ الأولياء» في إطار الحرمة أو الكراهة ، بعكس «الصنعاني» ـ الوهّابيّ المتطرِّف ـ الذي بحث عن هذه المسألة في نطاق الشرك.
والآن ... وبعد ما تبيّن محور الحديث ، يجب دراسة الموضوع في إطار الحرام والمكروه وبيان الدليل الواضح حول صحّة هذا الموضوع وجوازه فنقول :
حقيقة هذا القَسَم في الإسلام وواقعيّته
لقد ورد «القَسَم على الله بحقّ الأولياء» في أحاديث شريفة متواترة ، بعضها مرويّة عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وبعضها عن أئمّة أهل البيت المعصومين ـ عليهمالسلام ـ ، وبناءً على هذه الأحاديث لا يمكن القول بحرمته ولا بكراهته.
وإليك نماذج من ذلك :
١. لقد سبقت الإشارة إلى أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ علّم ذلك الأعمى الذي جاء يطلب منه أن يردّ الله عليه بصره ، علّمه أن يقول :