وهي اتصاله بكل مذهب من مذاهب الفرق الاسلامية منذ وجدت في صدر الاسلام فهو منشئ هذه الفرق أو قطبها الذي تدور عليه ، وندرت فرقة في الاسلام لم يكن علي (ع) معلما لها منذ نشأتها او لم يكن موضوعا لها ومحورا لمباحثها ، تقول فيه وترد على قائلين ، وقد اتصلت الحلقات بينه وبين علماء الكلام والتوحيد كما اتصلت بينه وبين علماء الفقه والشريعة وعلماء الفلسفة والحكمة وعلماء الأدب والبلاغة واستاذ العرفاء ورئيس اقطاب الدنيا ، فهو استاذ هؤلاء جميعا بالسند الموصول.
(خلافته عليهالسلام):
لقد وجدت بنو أمية في مقتل عثمان ذريعة ، فخلقت لعلي (ع) مشاكل وبثت الفتن ، فنشأ من ذلك حرب الجمل ، ولم تكد تنتهي حتى ابتدأت حرب صفين ، ثم ابتلى بالخوارج وحربهم في النهروان ، ولم تترك بنو امية فرصة لعلي أن يتم رسالته ، ومع ذلك فقد تغلب على كل تلك الصعوبات ونوى في هذه المرة أن يعود إلى حرب معاوية ، ولو كان قد عاد لانتهت جميع تلك المشاكل وسادت الحرية والاطمئنان والعدل جميع الربوع الاسلامية ، ولكن ابن ملجم المرادي لعنة الله عليه قد عجل عليه فقتله قبل أن يعود إلى تصفية قضية معاوية.
(من اقواله وحكمه):
وعلى أن الكفاية في البلاغة مثلا لهذا الطود الشامخ من الحكمة والفلسفة والبلاغة ، فاننا نورد هنا بعض الأمثلة لأقواله وحكمه مما لم يدرج في نهج البلاغة في الغالب :
قال في الطيرة والتنجيم وقد اعتبر الايمان بهما على سبيل معرفة الغيب ضربا من ضروب الكفر : اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا ضير إلا ضيرك ، ولا إله غيرك.
وكان علي يطوف كل بكرة في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على