بقتله ، فما راع زين العابدين (ع) هذا التهديد وقال لابن زياد : أبا لقتل تهددني يا ابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.
وفي مجلس يزيد ألقى خطبة بليغة اوضح فضاحة يزيد واتباعه وهي :
الحمد لله الذي لا بداية له ، والدائم الذي لا نفاد له ، والأول الذي لا أولية له ، والآخر الذي لا آخرية له ، والباقي بعد فناء الخلق ، قدر الليالي والأيام ، وقسم فيما بينهم الأقسام ، فتبارك الله الملك العلام.
ايها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع : أعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين. وفضلنا بأن منا النبي ، والصديق ، والطيار ، وأسد الله ، واسد رسوله ، وسبطا هذه الامة.
ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انبأته بحسبي ونسبي :
أيها الناس أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفاء ، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من اتزر وارتدى وخير من طاف وسعى وحج ولبى ، أنا ابن من حمل على البراق وبلغ به جبرئيل سدرة المنتهى فكان من ربه كقاب قوسين أو ادنى ، أنا ابن من صلى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما اوحى ، انا ابن من ضرب بين يدي رسول الله ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين ، انا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ومفرق الأحزاب ، اربطهم جأشا وامضاهم عزيمة ذاك ابو السبطين الحسن والحسين علي بن أبي طالب (ع) انا ابن فاطمة الزهراء وسيدة النساء ، وابن خديجة الكبرى ، أنا ابن المرمل بالدماء أنا ابن ذبيح كربلاء ، أنا ابن من بكى عليه الجن في الظلماء وناحت الطير في الهواء.
فلما بلغ إلى هنا ضج الحاضرون والمستمعون بالبكاء ، فخاف يزيد عليه لعائن الله الفتنة فأمر المؤذن ان يؤذن للصلاة ، فقال المؤذن «الله اكبر» فقال