الامام (ع) الله اكبر وأجل وأعلى واكرم مما أخاف وأحذر ، فلما قال المؤذن «اشهد أن لا إله إلا الله» قال الامام (ع) : نعم اشهد مع كل شاهد أن لا إله غيره ولا رب سواه ، فلما قال المؤذن «اشهد أن محمدا رسول الله» قال الامام للمؤذن : اسألك بحق محمد أن تسكت حتى اكلم هذا ، والتفت إلى يزيد وقال : هذا الرسول العزيز الكريم جدك أم جدي ، فان قلت جدك علم الحاضرون والناس كلهم انك كاذب ، وان قلت جدي فلم قتلت أبي ظلما وعدوانا وانتهبت ماله وسبيت نساءه ، فويل لك يوم القيامة اذا كان جدي خصمك.
فصاح يزيد بالمؤذن اقم الصلاة ، فوقع بين الناس همهمة وصلى بعضهم وتفرق آخرون.
(صفاته عليهالسلام):
كان يدعى زين العابدين ، ويدعى بالسجاد ، ويدعى بذي الثفنات ، وقد امتلأ التاريخ بأخبار زهده وكرمه وبلاغته.
وروى أنه حج على ناقته عشرين حجة فما قرعها بسوط ، وفي روية ٢٢ حجة ، ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت : أأطنب أم اختصر؟ فقيل لها : بل اختصري. فقالت : ما اتيته بطعام في نهار قط ، وما فرشت له فراشا بليل قط.
وجرى ذكره في مجلس عمر بن عبد العزيز فقال : ذهب سراج الدنيا وجمال الاسلام زين العابدين.
وقال ابن خلكان : هو أحد الأئمة الاثني عشر ومن سادات التابعين ، وكان يصلي في الليل واليوم ألف ركعة.
وروى الأربلي في كشف الغمة فقال : كانت له جارية تصب الماء على يده فغفلت فسقط الابريق من يدها على وجه الامام فشجه ، فرفع رأسه إليها فقالت : والكاظمين الغيظ قال : كظمت غيظي قالت : والعافين عن الناس قال :