عفوت عنك. قالت : والله يحب المحسنين. قال : اذهبي فأنت حرة لوجه الله.
وكان (ع) لا يضرب مملوكا له بل يكتب ذنبه عنده حتى اذا كان شهر رمضان جمعهم وقررهم بذنوبهم وطلب منهم أن يستغفروا له الله كما غفر لهم ، ثم يعتقهم ويجيزهم بجوائز ـ أي يفض عليهم الهبات والصلات ـ وما استخدم خادما فوق حول.
وفي العقد الفريد لابن عبد ربه قال : ووفد الناس عليه في المسجد يلمسون يده محبة للخير وتفاؤلا ، فكان الرجل يدخل إلى مسجد رسول الله فيراه فيذهب إليه من فوره او بعد صلاته يقبل يده ويضعها على عينيه يتفاءلون ويرجون الخير.
وجاء في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : كان الامام زين العابدين عليهالسلام يتصدق سرا ويقول : صدقة السر تطفي غضب الرب. قال : وقال ابن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين (ع).
وعن رواية احمد بن حنبل والصدوق في الخصال عن الامام الباقر (ع) أنه كان يعيل بمائة بيت فقير من فقراء المدينة ، وكان في كل بيت جماعة من الناس وانه كان يحمل الجراب على ظهره بالليل فيتصدق به ، وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله ، واذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته ، وكان يلبس في الشتاء ثياب الخز ، فقيل له : تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا تليق به لباسا فلو بعتها فتصدقت بثمنها؟ فقال : انى اكره ان ابيع ثوبا صليت فيه.
واراد الحج فاتخذت له اخته سكينة طعاما بألف درهم ، فلما صار بظهر الحرة تصدق به على المساكين.
ولما كانت وقعة الحرة أراد مروان أن يستودع اهله فلم يأوهم أحد وتنكر الناس له ، ومروان من يعرف التاريخ كرهه لأهل البيت ، إلا الامام زين العابدين عليهالسلام فانه جعل اهل مروان مع عياله وجمع أربعمائة مرأة ضعيفة فجعلهن