احدا عن حاجة يقدر عليها ، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط ، ولا رأيته يشتم احدا من مواليه ومماليكه ، وما رأيته تفل ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم ، وكان إذا خلا ونصب مائدته اجلس عليها مواليه ومماليكه حتى البواب والسائس.
وعن ياسر الخادم قال كان الرضا (ع) إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم.
وروى أنه دعا يوما بمائدة له ، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقال له بعض اصحابه : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة. فقال : إن الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.
وعن محمد بن أبي عباد قال : كان جلوس الرضا على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء ، ولبسه الغليظ من الثياب حتى اذا برز للناس تزين لهم.
(علمه وفضله سلام الله عليه): ـ
روى الصدوق وغيره عن ابراهيم بن العباس أنه قال : ما رأيت الرضا عليهالسلام سئل عن شيء قط الا علمه ، ولا رأيت اعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره.
وعن ابي الصلت الهروي قال : ما رأيت اعلم من علي بن موسى الرضا (ع) ، ولا رآه عالم إلا شهد بمثل شهادتي ، ولقد سمعت علي ابن موسى الرضا يقول : كنت اجلس في الروضة «يعني عند قبر النبي (ص)» والعلماء بالمدينة يتوافرون ، فاذا أعيى الواحد منهم عن مسألة اشار الي بأجمعهم وبعثوا إلي بالمسائل فأجبت عنهم.
ومباحثاته في مجلس المأمون مع رؤساء الأديان وافهامه لهم واعترافهم بفضل علي بن موسى الرضا (ع) مشهورة.