وكذا ورد في القرآن الكريم السورة القصص في قوله تعالى : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) أي ممن شايعه على دينه من بني اسرائيل ـ انظر تفسير الكشاف للزمخشري ج ٢.
وكذا السورة الصافات في قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) اي ممن شايعه على اصول الدين او شايعه على التصلب في دين الله ـ انظر تفسير الكشاف ج ٢.
ذهب الناس في بدء نشأة الشيعة الى مذاهب شتى لا فائدة في نقلها ، ولكن الحقيقة التي لا مرية فيها والقول الفصل الذي لا ردّ له كما يظهر لدى كل ذي لب وذوق سليم من معنى كلمة الشيعة التى هي الموالاة والمحبة او التقديم أو المتابعة او التمسك بالكتاب والعترة أنها ـ أي الشيعة ـ تكونت في يوم الرسول (ص) ، وهو الذي كان يغذي هذه العقيدة ـ أي عقيدة التشيع لعلي (ع) وأهل بيته ـ فهو الذي اعتنى بتربية هذا المولود الذي ولد في يوم ولد الإسلام ، فقد وضعت بذرة التشيع مع بذرة الاسلام جنبا الى جنب وسواء بسواء ، ولم يزل غارسها وهو الرسول الأعظم (ص) يتعاهدها بالعناية حتى أزهرت في حياته ثم أثمرت بعد وفاته ، فكان النبي (ص) يمكنها في عقول الناس ويأمر بها في مواطن عديدة يرويها جل علماء الفريقين الخاصة والعامة واعلامهم ، وآخرها يوم الغدير المشهور المصادف للثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية بعد حجة الوداع ، وبعد أن امره الله سبحانه وتعالى بقوله الكريم (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
في التفسير الكبير للامام الفخر الرازي ج ٣ : نزلت هذه الآية في فضل علي بن ابى طالب عليهالسلام ، ولما نزلت اخذ الرسول بيد علي