وأن كنه ذاته لا تصل إليه ايدي العقول والافكار ، وأنه ارفع وأجل من أن يدرك بالأبصار في الدنيا والآخرة.
وهذه كلها ما يعتضده بجانب وحدانيته في الألوهية ، والتي يجب على المكلف أن يحصل العلم والمعرفة بصانعه بحكم العقل واليقين به ، وهذا هو الأول من اصول الدين (التوحيد) ، والطاعة يلزم أن تكون مخلصة له تعالى ، والعبادة بأنواعها والصلاة والركوع والسجود لا تكون إلا له ، ولا تجوز الطاعة لغيره إلا للأنبياء والأوصياء (ع) ، وذلك فيما يبلغون عن الله طاعة الله.
ويجوز التبرك بقبورهم والتوسل الى الله تعالى بكرامتهم ومنزلتهم عند الله والصلاة عند مراقدهم لله تعالى ، وليس من العبادة لهم بل العبادة الله (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).
وأما الأصل الثاني فهو النبوة ، أي أنه سبحانه وتعالى قد ارسل رسلا بالحجج والبينات ، أولهم ابونا آدم (ع) وآخرهم اشرف الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين محمد (ص) ، وأن معراجه بجسده الى السماء ثم الى ما شاء الله واقع ، وأن جميع ما جاء به من الأحكام الاعتقادية والعلمية حق لا ريب فيه وصدق لا مرية تعتريه ، وأنه معصوم من الكبائر والصغائر والسهو والنسيان وجميع النقائص الظاهرة والخفية ، وأنه لا نبي بعده ، وأن جميع اوامره ونواهيه ليست بالاجتهاد وانما هي بالوحي لقوله تعالى (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى).
والأصل الثالث فهو الامامة ، وهذا هو الأصل الذي تمتاز به الامامية عن سائر الفرق الاسلامية ، وهو فرق اصلي وما عداه عرضي ، وهي أن خليفته (ص) من بعده علي بن ابي طالب (ع) على أمته بالنص الجلي في يوم الغدير ، وبعده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين زين