العابدين ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي الرضا ثم محمد التقي ثم علي النقي ثم الحسن العسكري ثم محمد المهدي صاحب الزمان سلام الله عليهم اجمعين بنص كل سابق على لاحقه ، وأنهم وجميع الأنبياء وأوصياءهم معصومون عن جميع الذنوب والسهو والنسيان وسائر النقائص وأن الامام المهدي عليهالسلام حي مستور عن الناس كالخضر وإلياس الى أن يأذن الله له في الظهور ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ولا شك في ظهور المعجزات على يد الأنبياء والكرامات على يد الأوصياء ، وأن الحسن والقبح بمعنى ترتب استحقاق المدح والذم عقليان ، وأن شكر المنعم واجب عقلا وسمعا ، واننا فاعلون لأفعالنا ولسنا مجبورين عليها ، كل ذلك قد تقدم في بحث الامامة مفصلا.
وأما الأصل الرابع من اصول العقائد عند الشيعة الامامية الاثنا عشرية واركان ايمانهم هو (العدل) ، وهو أنه سبحانه وتعالى لم يكلفنا إلا بما نطيقه ، وان تكليف ما لا يطاق قبيح لا يصدر عنه تعالى ، اذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وآيات القرآن المجيد محمولة على ظاهرها إلا ما قام الدليل على خلافه كقوله سبحانه وتعالى (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) و (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) و (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى).
والاصل الخامس هو (المعاد) ، وهو أن يعيد الله تعالى الخلائق ويحييهم بعد موتهم يوم القيامة لغرض الجزاء والحساب ، فالمعاد جسماني وعذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير والصراط والميزان والجنة والنار كلها حق وصدق ، وأن فاعل الكبيرة اذا مات من غير توبة لا يخلد في النار ، وأن الآيات التي ظاهرها خلاف ذلك مؤوّلة ، وأن الشفاعة تحصل لأصحاب الكبائر باذن الله تعالى ، وأن المؤمنين مخلدون في الجنة والكفار