سوء التفكير عن الخط الذي يجب أن تسير عليه لخدمة الأمة وصالح المجموع.
كنت أفكر في الأسباب التي دعت لهذه التهجمات والتعرف على الوسائل المبررة لما يرتكبه هؤلاء الكتاب من سوء الصنع ورميهم الى الكاكائية او اليزيدية مع اخوان لهم في الدين يقرون لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة وكل ما جاء به محمد (ص) ويؤدون فرائض الاسلام بأجمعها وهم مائة مليون او مائتي مليون او يزيدون.
إن اكثر تلك الاتهامات التي رميت بها هذه الطائفة ـ أي شيعة أهالي القصبات والقرى المذكورين في اعلاه ـ كان مبعثه الوقوف على اخطاء بعض من ينتمي إليهم وقد رفضتهم الشيعة وجعلت للجميع طبقا للقياس المعكوس او مؤاخذة الأمة بالفرد والانسان لا يسلم من الخطأ.
قال الأستاذ أسد حيدر النجفي في كتابه النفيس الامام الصادق عليهالسلام في الجزاء السادس ص ١٠٧ : إن مهمة المؤرخ عن الشيعة هي اشد صعوبة من مهمة من يؤرخ لغيرهم من طوائف المسلمين ، لوجود عوامل وعقبات يجب أن يجتازها المؤرخ بنفسه لا أن يقطعها على اجنحة التقليد والاتباع بدون معرفة وتدبر.
وإن انفصال الشيعة عن الدولة القائمة في ذاك الزمان وعدم مؤازرتها هو السبب الوحيد لكل ما علق بهذه الطائفة المظلومة من كاكائية او يزيدية ومن عيوب هم براء منها حتى تحامى الناس الميل إليهم وما اثبتوه من خرافات وما جنوه من أخطاء في تشويه الحقائق بدافع من الميول والتعصب وأخذ الفلوس والاتجاه في الأبحاث على غير ما تقتضيه الأصول والقواعد ، ولقد كان لتحرير الحقائق والتلاعب بالنصوص التاريخية دورا فعالا في بث روح البغضاء بين طوائف المسلمين مما أدى الى تفكك اوصال ذلك المجتمع ، وقد عاش المسلمون في ظروف ساد فيها القلق وتركزت فيها