والخلق وتعيين سفير بين الملك الديان والرعية وذلك السفير نبيا كان او إماما يعلمهم ذلك لاستحالة الافاضة والاستفاضة بلا واسطة كالملك في الدنيا إذ لا ربط بين النور والظلمة وغاية مراتب الكمال ومنتهى النقص فتستحيل المشاهدة والمكالمة إلا بالواسطة كما قال الله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء إنه عليم حكيم) (وابتغ إليه الوسيلة) وانما كان الواسطة قابلا لذلك لأن له جهتي نورانية وجسمانية كما قال (ص) اوّل ما خلق الله نورى قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي.
الاخبار الواردة في هذا المقام
في الكافي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لزنديق سأله من اين اثبت الأنبياء والرسل قال أنا لما اثبتناه أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه ويحاجهم ويحاجوه ثبت أن له سفراء في خلقه وعباده يعبرون عنه الى خلقه وعباده ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه المعبرون عنه جل وعز وهم الأنبياء وصفوته في خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين للناس على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب في شيء من احوالهم مؤيدين عند الحكيم العليم بالحكمة ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته وغير ذلك من النيل العقلي والنقلي.
عقيدة الامامية الاثنا عشرية في عصمة الأنبياء
يجب أن يكون الواسطة بين الله تعالى وبين خلقه نبيا كان او إماما معصوما وخالفنا في ذلك بعض المسلمين فلم يوجبوا العصمة في الأنبياء فضلا عن الائمة الاثنا عشر صلوات الله عليهم اجمعين.