(السابع) من حيث اشتماله على الأخبار بخفايا القصص الماضية الخالية مما لم يعلمه احد إلا خواص أحبارهم ورهبانهم الذين لم يكن النبي (ص) معاشرا لأحد منهم ، كقصة اهل الكهف وشأن موسى والخضر وقصة ذي القرنين وقصة يوسف ونحوها.
(الثامن) من حيث اشتماله على الأخبار بالضمائر والعيوب مما لا يطلع عليه إلا علّام الغيوب ، كاخباره تعالى بأحوال الكفار والمنافقين وما يضمرونه في قلوبهم ويخفونه في نفوسهم ، وكان (ص) يخبرهم بذلك فيعتذرون.
(التاسع) من حيث اشتماله على الإخبار بالأمور المستقبلة والأحوال الآتية كما هي ، كقوله تعالى في اليهود (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) فلم يحكم منهم سلطان في جميع الأطراف ، وكالإخبار بعدم الاتيان بمثل القرآن كقوله تعالى (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) ، وكالاخبار بعدم تمني اليهود الموت في قوله تعالى (قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً) وكالإخبار بعدم ايمان ابي لهب وجماعته ، وبدخول مكة للعمرة والرجوع إليها وبعصمة الرسول من شر الناس في قوله (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ، وبغلبة الروم ونحو ذلك.
(العاشر) من حيث اشتماله على الحكم القويمة والمواعظ المستقيمة ، كقوله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً. إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً).
و (إِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً). ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا. إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيرا بصيرا. ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن