من صدق مرة وهو باطل اجماعا ، بل الصادق في جميع اقواله وأفعاله وهو المعصوم فيلزم وجوب وجود المعصوم في كل زمان ووجوب متابعته وليس غير علي واولاده اتفاقا ، فثبت إمامتهم. على أنه قد روى العامة كالسيوطي في الدر المنثور ج ٣ ص ٢٩٠ والثعلبي عن ابن عباس أن المراد بالصادقين في الآية الصادقين من آل محمد وعن علي (ع) ان الصادقين عترة رسول الله (ص). وعن جعفر بن محمد (ع) أن الصادقين آل محمد (ص).
(الثالثة) قوله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ* لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) روى الثعلبي الذي هو من قدوة مفسري المخالفين في شأن نزلوها (انظر هامش ج ٨ تفسير الفخر الرازي لأبي السعود ص ٢٩٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٠٢ ونور الابصار ص ٦٩) أنه لما كان النبي (ص) بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي (ع) فقال «من كنت مولاه فعلي مولاه» فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فأتى نحو النبي (ص) على ناقته حتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها ، ثم أتى النبي (ص) وهو في ملأ من اصحابه فقال : يا محمد امرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله ففعلناه ، وأمرتنا أن نصلى خمسا فقبلنا ، وامرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلنا ، وأمرتنا ان نحج البيت فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهذا الشيء منك أم من الله؟ فقال النبي (ص) : والذي لا إله إلا هو من الله. فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول «اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو أتنا بعذاب أليم» فما وصل إليها حتى رماه بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وانزل الله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ* لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ* مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ).
(الرابعة) قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي