وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فقد روى العامة (انظر الدر المنثور للسيوطي ج ٢ ص ٢٥٩) ومنهم ابو نعيم الاصفهانى عن أبي سعيد الخدري : أن النبي (ص) لما أخذ بضبعي علي (ع) يوم الغدير لم يتفرق الناس حتى نزلت هذه الآية ، فقال (ص) الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضاء الرب برسالتي وبالولاية لعلي (ع) من بعدي. ثم قال (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
(الخامسة) قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقد روى المخالف (١) والمؤالف بأسانيد عديدة وطرق شتى أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، وفي هذه الآية دلالة على عصمتهم من جميع الأرجاس والمعاصي مع التأكيد بلفظة إنما وادخال اللام في الخبر واختصاص الخطاب والتكرير بقوله تعالى «يطهر» والتأكيد بقوله تعالى (تَطْهِيراً) وغيرهم ليس بمعصوم اتفاقا فتكون الإمامة فيهم ، ولأن امير المؤمنين (ع) قد ادعى الخلافة في مواضع ، ومنها قوله (ع) في خطبته الشقشقية التى رواها العامة والخاصة «اما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وآله ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى» وقد ثبت نفي الرجس عنه عليهالسلام فيكون صادقا.
(السادسة) قوله تعالى (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) وقد روى
__________________
(١) انظر تفسير الفخر ج ٦ ص ٧٨٣ ، والدر المنثور ج ٥ ص ١٩٩ ، والنيشابوري ج ٣ في تفسير سورة الاحزاب ، وصحيح مسلم ج ٢ ص ٣٣١ ، والشرف المؤبد ص ١٠ ، ومصابيح السنة ج ٢ ص ٢٠٠ ذكره احتمالا ، والخصائص الكبرى ج ٢ ص ٢٦٤ ، والاتحاف ص ١٨ ، واسعاف الراغبين حاشية نور الابصار ص ٨٢ ، واصابة ابن حجر ج ٤ ص ٢٠٧.