(التاسعة) قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) روى الجمهور في الصحيحين واحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره (١) عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (ص) : علي وفاطمة وابناهما. ووجوب المودة يستلزم وجوب الإطاعة ، لأن المودة إنما تجب مع العصمة ، إذ مع وقوع الخطأ منهم يجب ترك مودتهم كما قال تعالى (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) وغيرهم عليهمالسلام ليس بمعصوم اتفاقا ، فثبت مودة علي وولده. وقد روى في الصواعق المحرقة في الباب العاشر عن ابن ادريس الشافعي شعرا في وجوب مودة من ذكرناهم آنفا :
يا أهل بيت رسول الله حبكم |
|
فرض من الله في القرآن انزله |
كفاكم من عظيم القدر انكم |
|
من لا يصلي عليكم لا صلاة له |
(العاشر) قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) فروى الفخر والنيسابوري والثعلبى (٢) أنها نزلت في علي (ع) لما هرب النبي (ص) من المشركين إلى الغار خلفه لقضاء ديونه ورد ودائعه ، فبات على فراشه وأحاط المشركون بالدار فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر احد كما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كل منهما الحياة ، فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب (ع) آخيت بينه
__________________
(١) انظر الدر المنثور ج ٦ ص ٧ ، وهامش الفخر لابي السعود ج ٧ ص ٤٠١ ، وتفسير الفخر ج ٧ ص ٤٠٦ ، وتفسير الكشاف ج ٢ ص ٣٣٩ وتفسير النيشابوري ج ٣ سورة الشورى ، وتفسير البيضاوي ص ٦٤٢ ، ونور الأبصار للشبلنجي ص ١٠٠ وص ٩٩ ، واسعاف الراغبين بهامشه ص ٨١.
(٢) انظر الفخر ج ٢ ص ٢٨٣ ، والنيشابوري ج ١ ص ٢٢٠ ، وشرح النهج الحديدي ج ٣ ص ٢٧٠.