أبو الحسن الفهريّ المقرئ الحصريّ.
الشّاعر الضّرير. أقرأ النّاس بسبتة وغيرها.
قال ابن بشكوال : (١) ذكره الحميديّ (٢) وقال : شاعر أديب ، رخيم الشّعر (٣) ، دخل الأندلس ولقي (٤) ملوكها ، وشعره كثير ، وأدبه موفور (٥).
قلت : وكان عالما بالقراءات وطرقها.
قال ابن بشكوال : (٦) روى لنا عنه أبو القاسم بن صواب ، أخبرنا عنه بقصيدته الّتي نظمها في قراءة نافع ، وهي مائتا بيت وتسعة أبيات ، قال : لقيته بمرسية (٧).
__________________
= ١٣٤٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٨٥ ، ٣٨٦ ، وإيضاح المكنون ١ / ١١٠ ، وهدية العارفين ١ / ٦٩٣ ، وديوان الإسلام ٢ / ١٧٦ ، ١٧٧ رقم ٧٩٨ ، والأعلام ٤ / ٣٠١ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ١٢٥.
(١) في الصلة ٢ / ٤٣٢.
(٢) في الجذوة ٣١٤.
(٣) زاد في الجذوة : «حديد الهجو».
(٤) في الذخيرة : «ولقي».
(٥) وقال الحميدي : أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد العابدي ، قال : أنشدني علي بن عبد الغني لنفسه ، إلى أبي العباس النحويّ البلنسي من كلمة طويلة :
قامت لأسقامي مقام طبيبها |
|
ذكرى بلنسية وذكر أديبها |
حدّثتني فشفيت منّي لوعة |
|
أمسيت محترق الحشا بلهيبها |
ما زلت أذكره ولكن زدتني |
|
ذكرا وحسب النفس ذكر حبيبها |
أهوى بلنسية وما سبب الهوى |
|
إلّا أبو العباس أنس غريبها |
هبّ النسيم ، وما النسيم بطيّب |
|
حتى يشاب بطيبة وبطيبها |
أخي المعين على العدو بمسلق |
|
أزرى بوائل في ذكاء خطيبها |
إذ قامت الهيجا ولو لا نصره |
|
ما كان يعرف ليثها من ذيبها |
غلب العواء على الزئير حميّة |
|
وخبا ضياء الشمس قبل مغيبها |
فأقام أحمد في مجادلة العدي |
|
برهان تصديقي على تكذيبها |
حتى تبيّن فاضل من ناقص |
|
وانقاد مخطئ حجّة لمصيبها |
وأخبرني أنه كان ضريرا ، وأنه دخل الأندلس بعد الخمسين وأربعمائة. (جذوة المقتبس ٣١٤ ، ٣١٥).
(٦) في الصلة ٢ / ٤٣٢.
(٧) في سنة ٤٨١ ه.