وقل لي مجازا إن عدمت حقيقة |
|
بأنّك (١) في نعمى فقد كنت منعما |
أفكّر في عصر مضى لك مشرقا |
|
فيرجع ضوء الصّبح عندي مظلما |
وأعجب من أفق المجرّة إذ رأى |
|
كسوفك شمسا كيف أطلع أنجما (٢) |
فتاة سعت للطّعن حتّى تقصّدت (٣) |
|
وسيف (٤) أطال الضّرب حتّى تثلّما |
بكى آل عبّاد ولا لمحمّد |
|
وأبنائه صوب الغمامة إذ هما |
صباحهم كنّا به نحمد السّرى |
|
فلمّا عدمناهم سرينا على عمى (٥) |
وكنّا رعينا العزّ حول حماهم |
|
فقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى (٦) |
وقد ألبست أيدي اللّيالي محلّهم |
|
مناسيج (٧) سدّى الغيث فيها وألحما |
قصور خلت من ساكنيها فما بها |
|
سوى الأدم تمشي (٨) حول واقفة الدّما (٩) |
كأن لم يكن فيها أنيس (١٠) ولا التقى |
|
بها الوفد جمعا والجميش (١١) عرمرما |
حكيت (١٢) وقد فارقت ملكك مالكا |
|
ومن ولهي أبكي (١٣) عليك متمّما |
تضيق عليّ الأرض حتّى كأنّني (١٤) |
|
خلقت وإيّاها سوارا ومعصما |
وإنّي على رسمي مقيم فإن أمت |
|
سأجعل للباكين رسمي موسما |
بكاك الحيا والرّيح شقّت جيوبها |
|
عليك وناح الرّعد باسمك معلما |
__________________
لاميّة العجم ٢ / ١٧٥ ، والوافي بالوفيات ٣ / ١٨٧ ، وورد البيت الأول في : مرآة الجنان ٣ / ١٤٧.
(٨) في مرآة الجنان : «افتض».
__________________
(١) في الذخيرة : «لعلك».
(٢) حتى هنا في : مرآة الجنان ٣ / ١٤٨ مع إسقاط البيت الثاني.
(٣) في نفح الطيب : «تقسّمت».
(٤) في الأصل : «وسيفا».
(٥) في الأصل : «عما».
(٦) في الأصل : «الحما».
(٧) في الأصل : «وناسج».
(٨) في السير : «يمشي».
(٩) في السير : «الدمى» ، والمثبت يتفق مع (عيون التواريخ).
(١٠) في الأصل : «اليس».
(١١) هكذا في الأصل. وفي السير : «والخميس».
(١٢) هكذا في الأصل. وفي السير : «فكنت».
(١٣) في السير : «أحكي» ، والمثبت يتفق مع المصادر.
(١٤) هكذا هنا والسير. أما في المصادر «كأنما».