لقاء النّاس ليس يفيد شيئا |
|
سوى الهذيان من قيل وقال |
فاقلل من لقاء النّاس إلّا |
|
لأخذ العلم أو إصلاح حال (١) |
قال السّمعانيّ : روى لنا عنه : يوسف بن أيّوب الهمذانيّ ، وإسماعيل الحافظ ، ومحمد بن عليّ الحلّابيّ ، والحسين بن الحسن المقدسيّ ، وغيرهم.
وتوفّي في سابع عشر ذي الحجّة ، ودفن بمقبرة باب أبرز بالقرب من قبر الشيخ أبي إسحاق الشّيرازيّ ، وصلّى عليه الفقيه أبو بكر الشّاشيّ بجامع القصر. ثمّ نقل في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة إلى مقبرة باب حرب ، ودفن عند قبر بشر الحافي.
ونقل ابن عساكر في «تاريخه» إنّ الحميديّ أوصى إلى الأجلّ مظفّر ابن رئيس الرؤساء أن يدفن عند بشر بن الحارث ، فخالف وصيّته ، فلمّا كان بعد مدّة رآه في النّوم يعاتبه على ذلك ، فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين (٢) ، وكان كفنه جديدا ، وبدنه طريّا ، يفوح منه رائحة الطّيب.
ووقف كتبه رحمهالله (٣).
وقع لنا «تذكرة الحميديّ» بعلوّ (٤).
__________________
(١) البيتان في : الصلة ٢ / ٥٦١ ، ومعجم الأدباء ١٨ / ٢٨٦ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٨٣ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٢٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٤٩ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٣١٨ وفيه «الصلاح» ، ونفح الطيب ٢ / ١١٤.
(٢) التقييد لابن نقطة ١٠٢.
(٣) المنتظم ٩ / ٩٦ (١٧ / ٢٩) ، معجم الأدباء ١٨ / ٢٨٤.
(٤) ومن شعره :
كل من قال في الصحابة سوءا |
|
فاتّهمه في نفسه وأبيه |
وأحقّ الأنام بالعدل من لم |
|
ينتقصهم بمنطق من فيه |
وإذا القلب كان بالودّ فيهم |
|
دلّ أنّ الهدى تكامل فيه |
وقال :
من لم يكن للعلم عند فنائه |
|
أرج فإنّ بقاءه كفنائه |
بالعلم يحيى المرء طول حياته |
|
وإذا انقضى أحياه حسن ثنائه |
(الوافي بالوفيات ٤ / ٣١٨).
و «أقول» : نزل الحميدي صيدا فسمع بها من أبي الحسين عبد الله بن علي بن عبد الله بن المخ الوكيل الصيداوي. (الإكمال ٧ / ٢١٥).