قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العقيدة الإسلاميّة على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام

العقيدة الإسلاميّة على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام

العقيدة الإسلاميّة على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام

المؤلف :الشيخ جعفر السبحاني

الموضوع :العقائد والكلام

الصفحات :458

تحمیل

العقيدة الإسلاميّة على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام

83/458
*

إلى العيون لا إلى الوجوه.

٢ ـ إن الكلام في هذه السورة عن فريقين : فريق يتمتّع بوجوهٍ مسرورةٍ مشرقةٍ وقد بيّن ثوابَها بقوله : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ).

وفريق يتسم بوجوه حَزينة مكفهرّة وقد بيّن جزاءها وعقابها بقوله : (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ).

والمقصود من الفقرة الثانية واضح وهو أنّ هذا الفريق يعلم بأنّه سيصيبه عذابٌ يفقر الظهر ، ويكسره ولهذا فهو ينتظر مثل هذا العذاب الأليم.

وبقرينة المقابلة بين هذين الفريقين يمكن معرفة المقصود من الآية الأُولى وهو أنَّ أصحاب الوجوه المسرورة تنتظر رحمة الله ، فقوله تعالى : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) كنايةٌ عن انتظار الرَّحمة الإلهية ، ولهذا النّوع من التكنية وذكر شيء وإرادة شيء آخر كنايةً نظائر في المحاورات العرفية فيقال فلانٌ عينه على يد فلان أي أنّه ينتظر إفضاله وإنعامه عليه.

وخلاصة القول ؛ أنّه كما ينتظر أصحابُ الوجوهِ الحزينةِ عذاباً إلهيّاً ، ينتظرُ أصحابُ الوجوهِ المسرورةِ رحمةً إلهيةً كُنّي بها بالنَظَر إليه جرياً على العادةِ المألوفةِ في المحاورات العرفيّة العربيّة ، وبقرينة المقابلة التي هي من قوانين البلاغة وقواعدها.

هذا مضافاً إلى أنّه يجب أن لا يُكتفى في تفسير الآيات القرآنية بآيةٍ واحدةٍ بل لا بدّ من استعراض ما يشابهُها من الآيات من حيثُ الموضوع ،