مفارقي الملّة ، أو من يجري مجراهم من أهل القبلة. ويكون الاطّلاع هنا بمعنى العلم. كما قال تعالى : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٧٨) [مريم]. والمراد : أعلم الغيب؟ ومن ذلك قول القائل اطّلعت من فلان على معنى قبيح ، أو معتقد جميل ، أي علمت ذلك منه.
ومن استعارات هذه السورة الكريمة قوله تعالى : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨). والمراد مطبقة كما يطبق باب البيت على من فيه. يقال أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته.
ومن الاستعارات ، أيضا ، قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) [الكهف : ١٨] أي بالباب الذي يؤصد على أحد الأقوال. ومنها قوله تعالى : (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩). وقرئ عمد بضم العين والميم ، والمراد بذلك أنّها مطلّة عليهم ، وثابتة لهم ، كما يطل الخباء المضروب بانتصابه ، ويثبت بتمديد أعماده وأطنابه ؛ ويشبه ذلك قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) [الكهف : ٢٩] وقد تكلّمنا عليه فيما تقدّم.