قلت : تظهر من هذه المناسبة وضعها بعد (أَلَمْ نَشْرَحْ). فإنّ تلك أخبر فيها عن شرح صدر النبي (ص) ، وذلك يستدعي كمال عقله وروحه ، فكلاهما في القلب الذي محلّه الصدر ؛ وعن خلاصه من الوزر الذي ينشأ من النفس والهوى ، وهو معصوم منهما ، وعن رفع الذّكر ، حيث نزّه مقامه عن كل موهم.
فلمّا كانت هذه السورة في هذا العلم الفرد من الإنسان ، أعقبها بسورة مشتملة على بقيّة الأناسي ، وذكر ما خامرهم في متابعة النفس والهوى.