وطهِّرهم تطهيراً ، ونزلت آية إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ... فقلت يارسول الله وأنا معكم؟! فقال : «إنّكِ على خير» (١).
وكذلك الثعلبي وهو من العلماء المعروفين لدى أهل السنّة الذي عاش في القرن الرابع وأوائل القرن الخامس ، وتفسيره الكبير معروف ، يروي عن عائشة زوجة النبي صلىاللهعليهوآله مايلي : عندما سئلت عن حرب الجمل ودورها في تلك الحرب المدمرة ، قالت (بتأسف) : لقد كان تقديراً إلهياً! وعندما سئلت عن علي عليهالسلام قالت :
«تسألني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله ، وزوج أحب الناس كان إلى رسول الله ، لقد رأيت علياً وفاطمة وحسنا وحسيناً وجمع رسول الله صلىاللهعليهوآله بثوب عليهم ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأَذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً. قالت : فقلت يارسول الله أنا من أهلك؟ قال : تنحي فإنّك إلى خير» (٢).
فمثل هذه الروايات تؤكد بصراحة أنّ نساء النبي صلىاللهعليهوآله لم يكنّ من أهل البيت في هذه الآية.
٢ ـ وردت قصّة حديث الكساء في روايات كثيرة للغاية وبتعابير مختلفة والمضمون المشترك لها جميعاً هو أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله دعا علياً عليهالسلام وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ـ أو أنّهم حضروا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ أو أنّه غطاهم بالكساء أو بقماش ، وقال : إلهي هؤلاء أهل بيتي فأَذهب عنهم الرجس ، فنزلت الآية : (انَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطْهِيراً).
والجدير بالاهتمام أنّ هذا الحديث روي في صحيح مسلم عن «عائشة» ، وكذلك نقله الحاكم في «المستدرك» ، والبيهقي في «السنن» ، وابن جرير في «تفسيره» ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣).
__________________
(١) ذكر الطبرسي في مجمع البيان في ذيل الآية مورد البحث ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ٥٦ ، الحديث أعلاه.
(٢) تفسير مجمع البيان ، ذيل الآية محل البحث.
(٣) صحيح مسلم ، ج ٤ ، ص ١٨٨٣ ، ح ٢٤٢٤ (باب فضائل أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله).