واحد (علي بن أبي طالب عليهالسلام) ، وبالطبع لا يمكن انكار أنّ علياً عليهالسلام داخل في عموم هذه الآيات ، لكنها لاتختص به.
إلّا أن يقال : إنّ هذه السورة نزلت أثناء أداء علي عليهالسلام العبادة خاصة ، ولكن ثبت في اصول الفقه أنّ المعيار عموم اللفظ ، لا خصوصية السبب (١).
على أنّ الفخر الرازي كأنّه نسي هذ الأمر وهو أنّ شأن النزول يقول : إنّ هذه الآيات نزلت بحق علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام لا في علي بن أبي طالب خاصةً لتقع مشكلة صيغة الجمع.
أضف إلى ذلك : أنّ المراد من شأن النزول ليس إلغاء «عمومية مفهوم الآية» ، بل المراد هو أنّ هذه الآيات نزلت للمرة الاولى بعد قيام هذه الاسرة بتلك العبادة والطاعة والايثار ، وهذه فضيلة عظيمة ومنحة كبيرة أن تنزل هذه الآيات بعد أداء ذلك العمل.
وبتعبير آخر : إنّ علياً عليهالسلام وأهل بيته المصداق السامي لهذه الآيات ، بل يعدّون النموذج الكامل لها ، لأنّ علة نزولها هو عملهم الطاهر ، ومن أراد انكار هذه الفضيلة العظمى إنّما يخادع نفسه.
وينقل «الآلوسي» أيضاً هذه القصة بكاملها في «روح المعاني» عن ابن عباس ، ومن ثمّ يضيف : وهذا الخبر مشهور بين القوم.
ثمّ يسعى وعلى ديدنه إلى التقليل منها أو إضعافها ، ومن أجل هذا الغرض يضيف بعد بيانه الامور بشأن اسناد هذه الرواية : فاحتمال أصل النزول في الأمير «كرم الله وجهه» وفاطمة (رض) قائم ولا جزم بنفي ولا إثبات لتعارض الأخبار ولا يكاد يسلم المرجح عن قيل وقال ... إذ دخولهما في الأبرار أمر جلي بل هو دخول أولى فهما هما وماذا عسى يقول امرؤ فيهما سوى أنّ علياً مولى المؤمنين ووصي النبي صلىاللهعليهوآله وفاطمة البضعة الأحمدية والجزء المحمدي وأمّا الحسنان فالروح والريحان وسيدا شباب الجنان وليس هذا من
__________________
(١) تفسير الكبير ، ج ٣ ، ص ٢٤٤.