لعلي عليهالسلام : إلحقه فَرُدَّ عليَّ أبا بكر وبلغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلما قدم على النبي صلىاللهعليهوآله أبو بكر بكى وقال : يارسول الله حدث فيّ شيء؟ قال : «ما حدث فيك إلّاخير ولكن امرت أن لا يبلغه إلّاأنا أو رجل منّي» (١).
وينقل الترمذي في سننه المعروفة وهي من المصادر الرئيسة للحديث لدى أهل السنّة ، هذه الرواية بتعبير آخر في بحث تفسير القرآن عن أنس بن مالك ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بعث بالبراءة مع أبي بكر ، ثمّ دعاه وقال : «لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلّارجلٌ من أهلي فدعا علياً فأعطاه إيّاها» (٢).
ثمّ نقل الترمذي رواية اخرى عن ابن عباس حول هذا الموضوع ، ولكن أكثر تفصيلاً وبياناً (٣) ، واللطيف أنّه يقول بعد نهاية الحديثين ، سواء عنه أم نقلاً عن الآخرين : هذا حديث حسن غريب ، إلّاأنّه لم يعبر بهذا بشأن غيرهِ من الروايات سواء قبله أو بعده ، وهذا بحدّ ذاته من الامور الغريبة ، وكأن كل حديث يروي منقبة استثنائية بحق علي عليهالسلام يعتبر غريباً بنظرهم.
٢ ـ ينقل السيوطي في الدر المنثور عن «عبد الله بن أحمد بن حنبل» و «ابن مردويه» عن علي عليهالسلام لما نزلت الآيات العشر الاولى من سورة التوبة على النبيّ صلىاللهعليهوآله دعا أبا بكر ليأخذ هذه الآيات ويقرأها على أهل مكة ؛ ثمّ دعاني النبي صلىاللهعليهوآله فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال : لا ، ولكن جبرئيل جاءني فقال : لن يؤدّي عنك إلّاأنت أو رجل منك (٤).
٣ ـ وفي نفس الكتاب يروي عن «أحمد» و «الترمذي» و «ابن مردويه» أيضاً عن «انس» بأنّه صلىاللهعليهوآله بعث بآيات البراءة مع أبي بكر ، ثمّ دعاه وقال : «لا ينبغي لاحد أن يبلغ هذا إلّارجل
__________________
(١) مسند أحمد ، ج ١ ، ص ٣.
(٢) سنن الترمذي ، ج ٤ ، ص ٣٣٩ ، ح ٥٠٨٥.
(٣) المصدر السابق ، ح ٣٠٩١.
(٤) تفسير در المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٩.