ونقرأ في الحديث الذي نقل في تفسير العياشي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام : «يعني آل محمد ، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم حجة الله على خلقه» (١).
ونقرأ في الحديث الآخر الذي نقل في «كمال الدين» للصدوق عن الإمام الباقر عليهالسلام :«ومنْ وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله» (٢).
* * *
أمّا فيما يتعلق بالآية الثانية أى : فهي توعز إلى الجميع بسؤال أهل الذكر عن الامور التي يجهلونها يقول الله سبحانه : (فاسأَلُوا اهْلَ الذِّكرِ ان كُنتُم لَاتعلَمُونَ). (النحل / ٤٣ والأنبياء / ٧)
فممّا لا شك فيه أنّ الذكر هنا بمعنى العلم والاطلاع ، وأهل الذكر تشمل العلماء والمطلعين بشكل عام ، وعلى هذا الأساس فقد استدل بهذه الآية بشأن التقليد ورجوع الجاهل للعالم ، إلّاأنّ المصداق الكامل لها هم الذين يستلهمون علمهم من علم النبي صلىاللهعليهوآله والباري جلّ وعلا ، فعلمهم علم منزه من الخطأ والزلل ، علمٌ مقترن بالعصمة ، لهذا فقد فسرت هذه الآية باهل البيت عليهمالسلام والأئمّة المعصومين ، ففي الرواية الواردة عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام في اجابته عندما سئل عن الآية : (نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون) (٣).
والجدير بالذكر أنّ نفس هذا المطلب أو ما يقاربه قد نقل عن التفاسير الاثني عشر لأهل السنّة ، (المراد من التفاسير الاثني عشر ، تفسير «أبو يوسف» و «ابن حجر» و «مقاتل بن سليمان» وتفسير «وكيع بن جراح» وتفسير «يوسف بن موسى القطان» وتفسير «قتادة»
__________________
(١) تفسير كنز الدقائق ، ج ٣ ، ص ٤٨٦.
(٢) المصدر السابق ، ص ٤٨٦.
(٣) تفسير البرهان ، ج ٢ ، ٣٦٩.