اغرق فرعون وجنوده في اليم ، فوضع ذلك التراب داخل العجل الذهبي ، والصوت الذي كان يصدر منه من بركة ذلك التراب. وبعدها دعى السامري الناس لعبادة ذلك العجل ولم يمرّ وقت طويل حتى استجاب له بعضهم وعبدوا العجل وسجدوا له.
وقال الله تعالى في القرآن الكريم : (قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ).
فرجع موسى غضبان أسفاً إلى قومه وعاتب أخاه هارون عتاباً شديداً ، وتبرأ القوم من فعلهم واتهموا السامري فقال سبحانه وتعالى : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ ...).
وتوجه بعدها موسى عليهالسلام إلى السامري : (قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ ـ قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).
كان هدف السامري من تلك الفتنة المضلّة هو الوصول إلى الجاه والمنصب والمقام ، فعاقبه الباري تعالى بالطرد من المجتمع والانزواء (قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ).
فكان في الشريعة الموسوية وقوانينها الجنائية ، أنّ الإنسان ، إذا ما أذنب ذنباً كبيراً ، ينظر إليه وكأنّه رجس خبيث نجس فلا يحق أن يمسّه أحد ولا يمس هو أحداً.
ويقال : إن السامري ابتلي بمرض نفسي ووسواس شديد بحيث كان يخاف من جميع الناس وإذا ما تقرب إليه أحد يصيح ويقول «لا مساس» ، نعم فهذا هو جزاء من يحب الجاه ويتلاعب بالدين لأجل أغراضه الدنيوية.
وتتطرق الآيات القرآنية في «الآية الثانية» إلى نوع آخر من حبّ الجاه والمقام لبني اسرائيل ، فقد طلبوا أمراً عجيباً من موسى عليهالسلام ، فقالوا : «ارنا الله جهرةً» وإلّا لن نؤمن لك أبداً ، فأخذتهم الصاعقة ، ولو لا لطف الباري تعالى لماتوا إلى الأبد ، وفيها قال تعالى في قرآنه الكريم :