بالذمّي عدل معه علي عليهالسلام ، فقال له الذمي : أليس زعمت تريد الكوفة؟ قال : بلى.
فقال له الذمي : فقد تركت الطريق ، فقال عليهالسلام : قد علمت ، فقال له : فلم عدلت معي وقد علمت ذلك؟
فقال له علي عليهالسلام : «هذا مِن تمام الصُّحبةِ أَن يُشيِّعَ الرّجلُ صاحِبهُ هُنيئةً إذا فارَقَهُ وَكَذلِكَ أَمرنا نَبيِّنُا».
فقال له الذمي : هكذا أمركم نبيّكم؟ فقال : نعم ، فقال له الذمّي : لا جرم إنّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة ، وأنا أشهد على دينك ، فرجع الذمّي مع الإمام علي عليهالسلام ، فلما عرفه أسلم» (١).
٣ ـ وفي حديث آخر في تفسير الإمام الحسن العسكري أنّه قال : حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام فقالت : إنّ لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء وقد بعثتني إليكِ فأجابتها فاطمة عليهاالسلام عن ذلك فثنت فأجابت ثم ثلثت إلى عشرة فأجابت ثم خجلت في الكثرة فقالت : لا أشق عليك يا ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله قالت فاطمة : هاتي وسلي عمّا بدا لك ، أرأيت من اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه؟ فقالت : لا ، فقالت : اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملأ ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً فأحرى أن لا يثقل عليَّ ، سمعت أبي صلىاللهعليهوآله يقول : «علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله ..» (٢).
وهذا الصبر العجيب والتعامل المليء بالمحبّة واللطف وهذا التشبيه الجميل الباعث على إزالة الحياء من السائل من كثرة سؤاله كل واحدة منها مثال جميل على حسن خلق الأولياء العظام حيث ينبغي أن يكون درساً بليغاً وعبرة نافعة في طريق إرشاد الناس إلى سلوك مثل هذه الممارسات الأخلاقية.
٤ ـ وممّا ورد عن حلم الإمام الحسن عليهالسلام أنّ شامياً رآه راكباً (في بعض أزقة المدينة)
__________________
١ ـ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٦٩٢ الطبعة الحديثة.
٢ ـ بحار الانوار ، ج ٢ ، ص ٣.