وهكذا الأموال والثروات المادية والمقامات والمناصب الاجتماعية والسياسية هي أمانات بيد الناس ويجب عليهم مراعاتها من موقع الحفظ وأداء المسؤولية.
الأولاد أمانة أيضاً بيد الوالدين ، والطلاب أمانة بيد المعلمين ، الماء والتراب والهواء وجميع ما خلقه الله تعالى من الكائنات الطبيعية لتيسير حياة الإنسان في حياته الدنيا كل ذلك يعتبر أمانة غالية بيد الإنسان والتي يعدّ التفريط فيها وعدم أداء حقّها خيانة بالنسبة إلى هذه المواهب ومن الذنوب الكبيرة.
ونظراً إلى سعة مفهوم الأمانة والخيانة واستيعابها لأبعاد مختلفة وواسعة من حياة الإنسان ندرك جيداً أهميّة هذه الفضيلة الأخلاقية.
بعد هذه الإشارة نعود إلى القرآن الكريم لنستوحي من آياته الحكيمة ما يلقي الضوء على صفة الأمانة والخيانة في حركة الإنسان والمجتمع.
إنّ «الأمانة» وردت في القرآن الكريم مرّات متعددة بصورة مفردة أحياناً وبصورة جمع أحياناً اخرى.
وقد وردت بالنسبة إلى ستة من الأنبياء الكبار بعبارة : «إِنّي لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ» عن النبي نوح عليهالسلام في سورة (الشعراء ، ١٠٧) والنبي هود عليهالسلام (الشعراء ، ١٢٥) والنبي صالح عليهالسلام (الشعراء ، ١٤٣) والنبي لوط عليهالسلام (الشعراء ، ١٦٢) والنبي شعيب (الشعراء ، ١٧٨) والنبي موسى (الدخان ، ١٨) وهذا يدلّ دلالة واضحة على أهميّة هذه الفضيلة الأخلاقية إلى جانب مهمّة إبلاغ الرسالة الإلهية ، وبدون ذلك لا يمكن لهؤلاء الأنبياء من كسب ثقة الناس واعتمادهم على أقوالهم.
ومضافاً إلى ذلك فهناك آيات متعددة في سور مختلفة تتحدّث عن أهميّة الأمانة ولزوم رعايتها في سلوك الإنسان الفردي والاجتماعي حيث نستعرض الآن هذه الآيات ونفسّرها :
١ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ)(١).
__________________
١ ـ سورة المؤمنون ، الآية ٨ ؛ سورة المعارج ، الآية ٣٢.