للأئمّة المعصومين عليهمالسلام مثل الإمام علي عليهالسلام يتم عِبر صدق الحديث وأداء الأمانة ، حيث يقول الإمام الصادق لأحد أصحابه ويدعى (عبد الله بن أبي يعفور): «انظُر ما بَلَغَ بِهِ عِندَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآله فَأَلزَمَهُ» ثم قال : «فَإنَّ عَلِيّاً عليهالسلام إِنّما بَلَغَ ما بَلَغَ عِندَ رَسُولِ الله صلىاللهعليهوآله بِصدقِ الحَدِيثِ وَأداءِ الأمانَةِ» (١).
٩ ـ ونقرأ في حديث آخر بالنسبة إلى الآثار والنتائج الدنيوية المهمّة للأمانة والخيانة فقد ورد عن علي عليهالسلام أنّه قال : «الأمانَهُ تَجُرُّ الرِّزقَ وَالخِيانَةُ تَجُرُّ الفَقرَ» (٢).
١٠ ـ وفي حديث مختصر وعظيم المعنى عن هذا الإمام عليهالسلام أيضاً أنّه قال : «رَأَسُ الإسلامُ الأَمانَةُ» (٣)
١١ ـ وورد شبيه لهذا الحديث مع اختلاف يسير عن لقمان الحكيم حيث أنّه قال : «يا بُنَيَّ أَدِّ الأَمانَةَ تَسلُمُ لَكَ الدُّنيا وَآخِرَتُكَ وَكُنْ أَمِيناً تَكُن غَنِيّاً» (٤).
١٢ ـ ونختم هذا البحث بحديث شريف آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «لا تَزَالُ امتِي بِخَيرٍ ما تَحابُوا وَتَهادُّوا وَأَدُّوا الأَمانَةَ وَاجتَنبُوا الحَرامَ وَوَقَّرُوا الضَّيفَ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتوا الزَّكاةَ فَاذا لَم يَفَعَلُوا ذَلِكَ إبتَلَوا بِالقَحطِ وَالسِّنِينَ» (٥).
* * *
هذه الروايات ما هي إلّا موارد مختارة من المصادر الإسلامية الواردة في باب الأمانة وتوضّح جيداً أن هذا المفهوم الأخلاقي على درجة عالية من الأهمية من بين التعليمات الإسلامية ، وكذلك الصفة التي تقع في مقابل الأمانة أي الخيانة ومدى اضرارها بدين الإنسان وشخصيته من موقع تخريب الإيمان وأنّها تورث الشقاء والبعد عن الله تعالى ، وكل واحدة من هذه الروايات المذكورة آنفاً تشير إلى أحد الأبعاد والآثار البنّاءة للأمانة أو
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ٥.
٢ ـ بحار الانوار ، ج ٧٨ ، ص ٦٠.
٣ ـ غرر الحكم.
٤ ـ معاني الأخبار ، ٢٥٩ ؛ بحار الانوار ، ج ٧٢ ، ص ١١٧.
٥ ـ بحار الانوار ، ج ٧٢ ، ص ١١٥.