«رَأسُ الكُفِر الخِيانَةُ» (١).
ويقول في مكان آخر : «رَأسُ النِّفاقِ الخِيانَةُ» (٢).
ويقول أيضاً في حديث آخر : «جانِبِ الخِيانَةَ فَإنَّها مُجانِبَةِ الإِسلامِ» (٣)
فعندها يسيطر عليه الخوف من الخيانة ويدرك عظمة هذا الذنب الكبير الذي يساوق في إثمه وابتعاده عن الله تعالى والإسلام الكفر والنفاق ، وحينئذٍ سيتحرّك بعيداً عن ممارسة الخيانة أو التفكير بها.
وإذا أردنا أن نتعمّق في خطر الخيانة وشؤمها فلنستمع إلى الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله في حديثه المثير عن بعض عناصر الشر وعوامل الانحراف حيث يقول : «أَربَعٌ لا تَدخُلِ بَيتاً وِاحُدَةٍ مِنهُنَّ إلّا خَرَبَ وَلَم يَعمُرْ بِالبَرَكَةِ الخِيانَةِ والسَّرقَةُ وَشُربُ الخَمرِ والزِّنا» (٤).
ومن المعلوم أنّ المجتمع الذي يعيش أحد هذه العناصر الأربعة أو كلّها فانّه يكون مصداقاً لهذا الحكم النبوي وسوف يخلو من البركة وبالتالي يصيبه الدمار والاندثار.
ومن الملفت للنظر أنّه كما أنّ الشخص الأمين يجب أن لا يخون الأمانة ، فكذلك المودع للأمانة وصاحب المال يجب أن يكون ذكيّاً ولا يودع أمانته عند أي شخص كان ، فإذا وضع أمانته تحت تصرّف شخص سيء السمعة ثمّ خانه هذا الشخص فعليه أن يلوم نفسه كما ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم أنّه قال : «من أئتمن غير أمين فليس له على الله ضمان لأنّه قد نهاه أن يأتمنه».
ويقول الإمام الباقر عليهالسلام : «من إتمن غير مؤتمن فلا حجة له على الله».
وعلي هذا الأساس يجب على جميع الإداريين وأصحاب المسؤوليّات في المجتمع الإسلامي أن يكونوا على درجة من الذكاء والحنكة ولا يضعوا امور الناس والمناصب
__________________
١ ـ غرر الحكم.
٢ ـ المصدر السابق.
٣ ـ المصدر السابق.
٤ ـ بحار الانوار ، ج ٧٦ ، ص ١٢٥.