هذا التعبير يدلّ على أنّ الإنسان حتّى لو كان شخصية كبيرة وعظيمة مثل علي بن أبي طالب عليهالسلام إنّما وصل إلى هذا المقام السامي عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ببركة هاتين الصفتين : صدق الحديث ، وأداء الأمانة.
٥ ـ وقد ورد في الحديث الشريف أنّه سُئل أمير المؤمنين عليهالسلام : «أي النّاسِ أَكرمُ؟ فَقَالَ : مَنْ صَدَقَ فِي المَواطِن» (١).
ونظراً إلى أنّ القرآن الكريم يقول : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)(٢) يتضّح أنّ روح التقوى هي الصدق في الحديث.
٦ ـ وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام يتحدّث فيه عن تأثير الصدق في نجاة الإنسان من الأخطار والمشكلات حيث يقول : «ألزموا الصدق فإنّه منجاة».
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام ورد تشبيهاً جميلاً عن الصدق حيث يقول : «الصِّدقُ نُورٌ غَيرَ مُتَشَعشِعٍ إِلّا فِي عالَمِهِ كَالشَّمْسِ يَستَضيءُ بِها كُلُّ شَيٍّ يَغْشَاهُ مِنْ غَيرِ نُقصانٍ يَقَعُ عَلى مَعناها».
ويقول الإمام عليهالسلام في ذيل هذا الحديث : «الصِّدقُ سَيفُ اللهِ فِي أَرضِهِ وَسَمائِهِ أَينما هَوى بِهِ يُقَّدُّ» (٣).
٧ ـ وعن أهميّة الصدق يكفي أن نذكر الحديث الشريف الوارد عن أمير المؤمنين عليهالسلام حيث يقول : «الصِّدقُ رأسُ الدِّينِ».
ويقول في حديث آخر : «الصِّدقُ صَلاحُ كُلِّ شَيءٍ».
ويقول في حديث آخر أيضاً : «الصِّدقُ أَقوى دَعائِمُ الإِيمانِ».
وفي رواية اخرى يقول : «الصِّدقُ جَمالُ الإنسانِ ودَعامَةُ الإيمانِ».
وأخيراً يضيف إلى ذلك تعبيراً مهمّاً آخر عن الصدق ويقول : «الصِّدقُ أَشرَفُ خَلائِقِ المُؤمِنِ» (٤).
__________________
(١) بحار الانوار ، ج ٦٧ ، ص ٩ ، ح ١٢.
(٢) سورة الحجرات ، الآية ١٣.
(٣) بحار الانوار ، ج ٦٨ ، ص ١٠ ، ١٨.
(٤) غرر الحكم.