زمرة المنافقين ، لأنّ الكذب فرع من فروع النفاق ، والكاذب هو الذي يظهر غير ما يبطن ويتكلم بخلاف الواقع وبخلاف ما يعلمه في نفسه ، فهذا الاختلاف بين الظاهر والباطن سوف يسري بالتدريج إلى سائر أعماله وسلوكياته حتى يمسي منافقاً كاملاً.
وقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «الكذب يؤدي إلى النفاق».
الخامس : من مضرات الكذب هو أنّه لو كان الشخص يتمتع بلياقات كثيرة وطاقات ايجابية يمكنه إستخدامها في حركة التفاعل الإجتماعى فأنّه لو كان كاذباً في هذا المجال فسوف لا يستطيع الناس الإستفادة من لياقاته وطاقاته الإيجابيّة لأنهم سوف يتعاملون معه من موقع الشك والترديد في سلوكياته وكلماته.
ولهذا السبب نجد أنّ الروايات الإسلامية إعتبرت الكاذب مثل الميّت حيث ورد : «الكَذَّابُ والمَيِّتُ سَواءٌ فإنَّ فَضِيلَةَ الحَيِّ عَلَى المَيِّتِ الثِّقَةُ بِهِ ، فَإذا لَمْ يُوثَقُ بَكلامِهِ فَقَد بَطَلَتْ حَياتُهُ» (١).
السادس : من النتائج السلبية المترتبة على الكذب هو أنّ الإنسان وبالاستفادة من أداة الكذب يمكنه أن يرتكب أعمالاً قبيحة اخرى ، فالحسود والحاقد والبخيل كل منهم يجد في الكذب وسيلة للتغطية على أعمالهم وسلوكيّاتهم وهكذا الحال في سائر الذنوب الاخرى ، مثلاً عند ما يأتي إليه شخص ويطلب منه قرضاً فأنّه يكذب عليه ويقول : لقد إقترضت الآن مبلغاً من المال وليس لدي ما أعطيك منه ، أو عند ما يطلب منه أن يصف شخصاً من الأشخاص فأنّه وبسبب الحسد لا يذكر منه سوى صفاته السلبيّة والحال أنّ ذلك الشخص هو إنسان شريف وثقة.
السابع : هو ما نراه من الآثار المخربة في دائرة العلوم والمعارف البشرية ، فلو أنّ المحققين والمخترعين والعلماء تحرّكوا من موقع الكذب في تحقيقاتهم واكتشافاتهم فانّ جميع الكتب والدراسات العلميّة سوف يلحقها فيروس الشك والترديد وبالتالي لا يضحى
__________________
١ ـ غرر الحكم.