يُمارِي ، ذَرُوا المِراءَ فَإنَّ المِماري قَدْ تَمَّتْ خَسارَتُهُ ، ذَرُوا المِراءَ فَانا المِماري لا أَشفَعُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ ، ذَرُوا المِراءَ فَانا زَعِيمٌ بِثَلاثَةِ أَبياتٍ فِي الجَنَّةِ فِي رِياضِها وَأَوسَطِها وَأَعلاها لِمَنْ تَرَكَ المِراءِ وَهُوَ صادِقٌ ، ذَرُوا المِراءَ فَإنَّ أَوَّلَ ما نَهانِي عَنهُ رَبِّي بَعدَ عِبَادَةِ الأَوثانِ المِراءُ» (١).
٣ ـ وفي حديث آخر عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «ذَرُوا المِراءَ فَإنّه لا تَفهَمُ حِكمَتُهُ وَلا تُؤمَنُ فِتنَتَهُ» (٢).
وهو إشارة إلى أنّ الشخص المماري يرى أنّه لم يعرف نفسه ولا الآخرين ، ومثل هذا الشخص يعيش أجواء الحرمان من إدراك الحقائق الدينية قطعاً.
٥ ـ وجاء في حديث آخر أنّ رجلاً قال للإمام الحسين عليهالسلام اجلس اناظرك في الدين ، فأجابه الإمام : «يا هذا أَنَا بَصِيرٌ بِدِينِي مَكشُوفٌ عَلَيَّ هُداي فَإن كُنتَ جاهِلاً بِدِينِكَ فَاذهَبْ وَاطلُبهُ ، مالِي وَللمُماراةِ وإِنَّ الشَّيطانَ لِيُوسوِسُ لِلرَّجُلِ وَيُناجِيهِ وَيَقُولُ ناظِرِ النَّاسَ فِي الدِّينِ كَي لا يَظُنُّوا بِكَ العَجزَ وَالجَهلَ» (٣).
٦ ـ وفي حديث آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «أَربَعٌ يُمِتْنَ القُلُوبَ الذِّنبُ عَلى الذَّنبِ وَكَثرَةُ مُناقشَةِ النِّساءِ يَعنِي مُحادَتَهُنَّ وَمُماراةُ الأَحمَقِ تَقُولُ وَيَقُولُ وَلا يَرجَعُ إِلى خَيرٍ وَمُجالَسَةُ المَوتى ، فَقِيلَ : يا رَسُولُ اللهِ وَما المَوتى ، قَالَ : كُلُّ غَنِيٍ مُترَفٌ» (٤).
٧ ـ جاء عن أمير المؤمنين قوله : «إِيّاكُم وَالمِراءِ وَالخُصُومَةَ فَإِنَّهُما يَمرُضانِ القُلُوبَ عَلَى الإِخوانِ وَينبِتُ عَلَيهِما النِّفاقِ» (٥).
٨ ـ ولهذا فقد ورد في حديث آخر عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال في خطاب له أمام حشدٍ من المسلمين : «أَورَعُ النّاسِ مَنْ تَرَكَ المِراءَ وَإِنْ كانَ مُحِقاً» (٦).
__________________
١ ـ بحار الانوار ، ج ٢ ، ص ١٣٩ ، ح ٥٠.
٢ ـ المصدر السابق ، ص ١٣٤ ، ح ٣١.
٣ ـ المصدر السابق ، ح ٣٢.
٤ ـ المصدر السابق ، ص ١٢٨ ، ح ١٠.
٥ ـ المصدر السايق ، ص ١٣٩ ، ح ٥٦.
٦ ـ المصدر السابق ، ص ١٢٧ ، ح ٣.