القبيحة تنبع من ذات الإنسان وأعماقه ثم تظهر على السطح على شكل ممارسة عملية في الواقع الخارجي.
«الآية الثانية» : تخاطب النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وتنهاه عن إطاعة هؤلاء النمّامين بعد عدّة أقسام وتقول : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)
وتبعاً لهذه الصفات الأخلاقية القبيحة تضيف الآيات التالية صفات اخرى من قبيل المنع من عمل الخير ، العدوان ، الحقد ، الخشونة ، الكفر بآيات الله تعالى ، ثم تقول : (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) وهكذا سيفتضح أمره في الدنيا والآخرة.
أمّا ذكر النميمة في تسلسل الرذائل المهمّة الاخرى وكذلك الكفر بآيات الله تعالى يدل على قبح هذه الخصلة الشنيعة في سلوك الإنسان.
وعبارة «مشّاءِ بنميم» جاءت بصيغة المبالغة ، وهي إشارة إلى الأشخاص الذين يتحرّكون دائماً بين الناس بالنميمة ويثيرون العداوة والبغضاء فيما بينهم ، وهذا بحدّ ذاته يعدّ من أهم الذنوب الكبيرة.
(حلّاف) يطلق على الشخص الذي يحلف ويقسم بالله كثيراً ، وعادة فمثل هؤلاء الأشخاص لا يعتمد الناس عليهم ولا هم يعتمدون على أنفسهم ، ووصفهم بكلمة (مهين) أيضاً شاهد آخر على هذا المعنى ، ولهذا فإنّهم وبدافع من شعورهم بالحقارة والذلة يعيبون على الآخرين ويمشون بينهم بالنميمة والفساد وكأنّهم يتألمون ممّا يرون من المحبّة والالفة والتكاتف بين الناس ويريدون ايقاع العداوة والحقد بين الأشخاص كما هو حالهم في أنظار الناس حيث ينظر الناس إليهم نظرة الحقارة والازدراء.
«الآية الثالثة» : وطبقاً لسبب نزولها المعروف تتحدّث عن (الوليد بن عقبة) الذي أرسله رسول الله صلىاللهعليهوآله لجمع الزكاة من قبيلة (بني المصطلق) : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث إليهم بعد إسلامهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فلما سمعوا به ركبوا إليه ، فلما سمع بهم هابهم فرجع